تغطية شاملة

يكشف البحث عن تفاصيل جديدة حول البكتيريا المفترسة التي تنقي مياهنا

كشف باحثون من الجامعة العبرية عن العلاقات بين البكتيريا المفترسة وغيرها من البكتيريا الموجودة في محطات تنقية المياه، واكتشفت عمليات تؤثر على التجمعات البكتيرية التي لم تكن معروفة حتى الآن

معهد معالجة مياه الصرف الصحي. الرسم التوضيحي: موقع Depositphotos.com
معهد معالجة مياه الصرف الصحي. الرسم التوضيحي: موقع Depositphotos.com

ماذا نعرف عن الافتراس؟ للحيوانات المفترسة أهمية كبيرة في النظم البيئية. يساهم الافتراس في مجموعة متنوعة من الأنواع، وفي استقرار النظام البيئي وغير ذلك الكثير. تأتي المعرفة حول أهمية العلاقات بين المفترس والفريسة من العديد من الدراسات في علم البيئة وتعتمد على الدراسات الحيوانية. ولكن ما أهميتها في العلاقة بين البكتيريا وما علاقتها بأنظمة تنقية المياه؟

دراسة جديدة نشرت مؤخرا في المجلة العلمية "Nature Communications"، أجريت تحت قيادة البروفيسور إدوارد يوركيفيتس من قسم أمراض النبات والأحياء الدقيقة، معهد العلوم البيئية في كلية الزراعة في الجامعة العبرية، تبحث في تأثير مجموعات البكتيريا المفترسة على البكتيريا الأخرى ويحاول الإجابة على أسئلة أساسية مثل: ما عدد الحيوانات المفترسة الموجودة وما مدى تنوعها؟ ما هي البكتيريا التي تأكلها الأنواع المختلفة من الحيوانات المفترسة؟ ما هي ديناميكيات العلاقات بين المفترس والفريسة في هذه الأنظمة؟ كشفت الدراسة عن مجموعة كبيرة ومتنوعة من الحيوانات المفترسة التي لم تكن معروفة حتى الآن، ورسمت خريطة لعلاقة الافتراس بين الحيوانات المفترسة والمجموعات التي تفترسها. ما أهمية البحث الأساسي حول هذا الموضوع لاستعادة المياه الملوثة؟

وقد تعامل الباحثون مع البكتيريا الموجودة فيأنظمة استعادة المياه، وهي عملية يتم فيها أخذ المياه الملوثة وجعلها مناسبة لإعادة استخدامها. وهذه العملية شائعة جدًا في إسرائيل، حيث يتم جمع حوالي 90% من مياه الصرف الصحي واستخدامها بشكل أساسي في الزراعة. النشاط الرئيسي لتنقية المياه يتم بواسطة مجموعات متنوعة جدًا من البكتيريا.

وقام الباحثون بجمع عينات من محطات تنقية المياه المختلفة على مدار عام كامل. كانت نتائج البحث مفاجئة، حيث تم العثور على مجموعة متنوعة من البكتيريا المفترسة أكبر بكثير من تلك التي كانت معروفة حتى الآن. وقد تقرر أيضًا أن تركيز الحيوانات المفترسة بالنسبة إلى إجمالي عدد البكتيريا ثابت إلى حد ما، سواء في المصانع المختلفة أو على مدار العام. وبمساعدة طريقة فريدة لتحديد الحيوانات المفترسة، قام الباحثون بتصنيف أزواج الحيوانات المفترسة والفرائس وتمكنوا من التعرف عليهم. من الممكن اكتشاف أن المجموعات المختلفة للحيوانات المفترسة تتغير وفقًا للمواسم ومدى توفر فرائسها. ومن الاكتشافات المهمة الأخرى أن معظم البكتيريا التي يتم التهامها تنتمي إلى مجموعات بكتيرية مهيمنة ولم يعرف حتى الآن أنها تلتهمها بكتيريا أخرى. وتكشف الدراسة أن الافتراس بين البكتيريا ظاهرة متكاملة ومهمة في عملية استعادة المياه، والتي لم تكن معروفة حتى الآن.

قال البروفيسور يوركيفيتش عن العواقب المحتملة للبحث في عمليات تنقية المياه: "تتضمن العملية العديد من المجموعات المختلفة من البكتيريا التي تؤثر على بعضها البعض. غالبًا ما تكون العلاقات المتبادلة (التفاعلات) بين البكتيريا مفهومة جزئيًا فقط، ومن بينها تفاعلات الافتراس، أي عندما "تأكل" البكتيريا بكتيريا أخرى. هناك صعوبة كبيرة في دراسة الافتراس بين البكتيريا في البيئة. اكتشفنا في البحث العمليات التي تؤثر على التجمعات البكتيرية التي لم تكن معروفة حتى الآن. وكشفت الدراسة أيضًا عن أهمية الافتراس بين البكتيريا في عملية تنقية مياه الصرف الصحي، وهو فهم قد يؤدي إلى تطورات جديدة وتقنيات أكثر كفاءة في استعادة المياه ومجالات أخرى.

للنشر العلمي

עوعن الموضوع على موقع العلوم :