تغطية شاملة

رصاصة جديدة مضادة للحساسية

إن إخفاء المواد المسببة للحساسية داخل الجسيمات النانوية قد يجعل حقن الحساسية أكثر أمانًا وفعالية

الجسيمات النانوية التي تحتوي على مواد مسببة للحساسية، مثل تلك الموجودة في الفول السوداني، قد تمنع الحساسية. المصدر: ستايسي سبنسلي / فليكر.
الجسيمات النانوية التي تحتوي على مواد مسببة للحساسية، مثل تلك الموجودة في الفول السوداني، قد تمنع الحساسية. مصدر: ستايسي سبنسلي / فليكر.

بقلم مونيك برويت، تم نشر المقال بموافقة مجلة Scientific American Israel وشبكة Ort Israel 25.09.2016

عادةً ما يهرع المصابون بالحساسية إلى الصيدلية عند ظهور العلامات الأولى، وحكة في العيون وسيلان في الأنف، لقضاء حاجتهم باستخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبية. لكن هذه الأدوية لا تؤدي إلا إلى تخفيف أعراض الحساسية ولا تعالج جذور المشكلة: رد فعل الجهاز المناعي المفرط تجاه المواد غير الضارة. العلاج الوحيد للحساسية هو سلسلة من الحقن، تحتوي كل منها على جرعة صغيرة من مادة مسببة للحساسية (مسببة للحساسية) تعطى على مدى أشهر إلى سنوات لخفض مستوى حساسية الجسم. لكن العديد من المصابين بالحساسية يتجنبون هذه الحقن خوفًا من آثارها الجانبية الخطيرة، بما في ذلك فرط الحساسية للبروتينات (الحساسية المفرطة).

هذه المعضلة قادت ستيفن ميلر من جامعة نورث وسترن و لوني شيا من جامعة ميشيغان لمهمة تطوير طريقة أكثر أمانًا: طريقة من شأنها إخفاء محتويات حقنة الحساسية لفترة وجيزة من هجمات الجهاز المناعي.

ولكي يعلم الجهاز المناعي من هو العدو وما ليس بالعدو، يجب على الجسم أن يتعرف بين الخلايا النامية لجهاز المناعة في الكبد والطحال وبين البروتينات غير الضارة التي من المفترض أن تتركها لنفسها. الأجهزة في وقت لاحق. المشكلة هي أن الخلايا المناعية الناضجة تهاجم أحيانًا المواد المسببة للحساسية المحقونة قبل وصولها إلى مراكز الدراسة هذه. لذلك صمم ميلر عالم المناعة وشاه مهندس الطب الحيوي طريقة لحقن المواد المسببة للحساسية أثناء اختبائها في حصان طروادة: جسيم نانوي. يبلغ حجم هذه الجسيمات حجم أجزاء الخلايا الميتة تقريبًا، لذلك يراها الجهاز المناعي كحطام طبيعي ويسمح لها بالمرور عبر مجرى الدم والوصول إلى الكبد والطحال. هناك تذوب قشرة الجزيئات وينسكب المحتوى المسببة للحساسية.

وكما نشر الباحثون في ورقتهم البحثية الجديدة في Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS)، فقد اختبروا الفكرة على الفئران التي تعاني من حساسية تجاهالألبومين البيضاوي، وهو البروتين الموجود في البيض. وقام الباحثون بتحميل الجسيمات النانوية ببروتينات البيض، والتي إذا تم حقنها بمفردها لتسببت في رد فعل تحسسي حاد، وحقنوها في خمسة فئران. ولم تظهر الفئران أي رد فعل. ثم قام الباحثون بحقن الألبومين البيضاوي النقي لمعرفة ما إذا كانت الفئران لا تزال تعاني من الحساسية، لكنهم لم يظهروا أي علامة على التهاب مجرى الهواء. علاوة على ذلك، كشفت اختبارات الدم عن زيادةالخلايا التائية القمعية التي تقمع جهاز المناعة. تظهر هذه النتائج أن الجسيمات النانوية تعمل بمثابة عباءة من الخفاء تسمح لمسببات الحساسية بالتهرب من أنظمة الدفاع في الجسم كما لو كانت غير مرئية، ومن ثم يتعلم الجهاز المناعي أن هذه المواد المسببة للحساسية لا تنتمي إلى "الأشرار".

بالنسبة الى كاري نادو، منمركز شون ن. باركر بالنسبة لأبحاث الحساسية والربو في جامعة ستانفورد، فإن استخدام الجسيمات النانوية في علاجات الحساسية قد يوفر أداة قوية لمكافحة مجموعة واسعة من الحساسية وحتى أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد. وذلك لأنه من الممكن ملء غلاف النانومتر بمحفزات لأنواع مختلفة من المواد التي تحفز جهاز المناعة، بما في ذلك حبوب اللقاح من الملقحات وعث الغبار. وقد شهد باحثون آخرون بالفعل نتائج إيجابية في تجارب الجسيمات النانوية في علاج حساسية الفول السوداني. يخطط ميلر وشيا قريبًا لإجراء تجربة سريرية لمرض الاضطرابات الهضمية، حيث يبالغ جهاز المناعة في رد فعله تجاه البروتينات الموجودة في القمح.

תגובה אחת

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.