تغطية شاملة

التقط سبيتزر أول صور ضوئية للكون

يقول العلماء الذين يستخدمون تلسكوب سبيتزر الفضائي التابع لناسا إنهم اكتشفوا ضوءًا ربما يكون قد انبعث من أقدم الأجسام في الكون

 

  
 
6.11.2005
 
بقلم: آفي بيليزوفسكي
 
 
 
عرض فني للكون المبكر.
يقول العلماء الذين يستخدمون تلسكوب سبيتزر الفضائي التابع لناسا إنهم اكتشفوا الضوء الذي ربما انبعث من أقدم الأجسام في الكون. وإذا تأكد هذا الاستنتاج، فإن الرصد كشف عن وميض من فترة قبل 13 مليار سنة، بعد أن تبددت جمر الرماد الذي تنبأت به نظرية الانفجار الكبير، وبذلك انتهت فترة من الظلام وقام الكون من جديد.
من المحتمل أن الضوء جاء من النجوم الأولى أو ربما من الغاز الساخن الذي أحاط بالثقوب السوداء الأولى. ووصف فريق العلماء في مركز جودارد للفضاء التابع لناسا في ولاية ماريلاند، الرؤية بأنها "رؤية وهج مدينة بعيدة من طائرة ليلاً". الضوء بعيد جدًا بحيث يصعب فصله إلى أشياء فردية.
ووفقا لهذه النظرية، تم إنشاء المكان والزمان والمادة قبل 13.7 مليار سنة في الانفجار الكبير. سوف تمر 200 مليون سنة أخرى حتى ضوء النجم الأول. وأظهرت مراقبة استمرت عشر ساعات باستخدام كاميرا سبيتزر للأشعة تحت الحمراء في كوكبة داركو نبضة من ضوء الأشعة تحت الحمراء، والتي لديها طاقة أقل من الضوء المرئي. ويقول فريق جودارد كما ذكرنا أن هذه نجوم من الكوكبة الثالثة، وهو نوع افتراضي من النجوم تشكلت قبل كل النجوم الأخرى. (يتم تسمية مجموعة النجوم من النوع 1 و 2 حسب ترتيب اكتشافها، وهي تتكون من جميع أنواع النجوم المعروفة لنا في سماء الليل).
ويبدو أن "الكوكبة الثالثة" كانت تحتوي على نجوم مكونة من عناصر الهيدروجين والهيليوم والليثيوم فقط. وتواجدت هذه النجوم لفترة قصيرة تقدر بملايين السنين فقط، وانتهت حياتها بعد استهلاك كل احتياطيها من الهيدروجين.


يعتقد باحثون من وكالة ناسا أنهم اكتشفوا بقايا إشعاع من نجوم ماتت بالفعل، والتي يبدو أنها "ولدت" في المراحل الأولى من عمر الكون. وتقدم الدراسة أول دليل حقيقي -رغم أنه غير مؤكد- على النجوم الأولى في الكون، والتي تشكلت قبل أكثر من 13 مليار سنة. ويعتقد الباحثون أن هذه النجوم شكلت المواد الخام التي تطورت منها فيما بعد النجوم الأخرى، بما في ذلك الشمس.

"الانفجار الكبير"، الانفجار الكوني الذي يعتقد العلماء أنه خلق الكون، ربما حدث قبل 13.7 مليار سنة. وبعد حوالي مائة مليون سنة، بدأت ذرات الهيدروجين تتجمع وتحترق، وهكذا تشكلت النجوم الأولى. لكن حتى اليوم لم يكن من الواضح كيف تبدو تلك النجوم بالضبط وأين تم العثور عليها.

واستخدم الباحثون تلسكوب "سبيتزر" لالتقاط صورة بالأشعة تحت الحمراء، وهو ضوء غير مرئي للعين، للنجوم والمجرات في جزء صغير من السماء حيث يقع نظام "دراكو" (الصورة العلوية). ثم قاموا بطرح مستويات الإشعاع لجميع النجوم والمجرات المعروفة. ووفقا لهم، فإن الخلفية المتبقية (الصورة السفلية) لا يمكن أن تعزى إلى مجرات أو نجوم "حديثة"، ومن الممكن أن يكون توهجا نجا من النجوم الأولى في الكون. ومع ذلك، أعرب بعض علماء الفلك عن شكوكهم حول البحث، زاعمين أن عملية إزالة إشعاع النجوم والمجرات ليست دقيقة بما فيه الكفاية وأن التوهج المكتشف ليس علامة على الحياة من النجوم الأولى.
للنشرة الصحفية لمعهد سبيتزر للتلسكوب
 

تعليقات 3

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.