تغطية شاملة

الطرق والمياه كمفتاح لفهم التطور البشري

كانت الينابيع عبارة عن محطات خدمة سمحت للإنسان القديم بالبقاء على قيد الحياة عندما تجول في أراضي أفريقيا. وكانت محطات الخدمة هذه أيضًا بمثابة نقاط التقاء بين مجموعات سكانية مختلفة، بل وسمحت بنشوء رابطة وراثية أدت إلى تطور السكان.

واحة في ليبيا. من ويكيبيديا
واحة في ليبيا. من ويكيبيديا

في التدريبات على الرحلات، أؤكد عادةً على أن نقاط المياه في الصحراء هي التي تحدد موقع الطرق ونتيجة لذلك أصبحت المياه تقاطعات مهمة وأيضًا مستوطنات مزدهرة. نشرت الآن في مجلة "الطبيعة" بحث يوضح أهمية الينابيع الدائمة لتطور وتطور الجنس البشري.

ويعتقد فريق دولي من الباحثين بقيادة الدكتور مارك كوثبرت من جامعة كارديف، أن حركة أجدادنا في شرق أفريقيا تم تحديدها من خلال موقع ينابيع المياه.
ووفقا للباحثين، كانت الينابيع عبارة عن محطات خدمة سمحت للإنسان القديم بالبقاء على قيد الحياة عندما تجول في أراضي أفريقيا. وكانت محطات الخدمة هذه أيضًا نقاط التقاء بين مجموعات سكانية مختلفة، بل وسمحت بتكوين رابطة وراثية أدت إلى تطور السكان.

بافتراض أن النوع البشري تطور لأول مرة في أفريقيا، تشير الأدلة إلى أن أول البشر هاجروا من أفريقيا منذ حوالي مليوني سنة. وفي الوقت نفسه، تأثرت الأمطار بالرياح الموسمية الأفريقية التي اشتدت أو ضعفت في دورة مدتها 23,000 سنة. خلال فترات الجفاف الشديد، كانت الأمطار الموسمية خفيفة وكانت مياه الشرب نادرة. من خلال رسم خرائط للينابيع الدائمة (الينابيع التي لا تعتمد على الأمطار الموسمية)، قام الباحثون ببناء خريطة لهجرة الناس بين مصادر المياه في أوقات مختلفة ووضعوا نموذجًا لكيفية تمكين وجود المياه من عبور المناطق عندما يتغير المناخ.

ويقول الدكتور كوثبيرت: "لقد وجدنا أن الجيولوجيا عامل مهم في تخزين المياه في التربة خلال مواسم الأمطار، وتبين عينات الينابيع أن العديد منها يتدفق أيضا خلال فترات الجفاف". وبهذه الطريقة من الممكن أن نفهم كيف أن الجيولوجيا، وليس المناخ فقط، تمكن من توافر المياه التي تعتبر حافزا للتغيرات في أفريقيا.
ويقول أحد الشركاء في البحث: "إنك ترى حركة الناس في الفراغات والينابيع يمكن تشبيهها بمحطات الخدمة ومحطات الاستراحة التي يحصل فيها الناس على السائل الحيوي. وفي خريطة الينابيع الدائمة في المنطقة، تم العثور على طرق قديمة كان يتجول فيها أجدادنا، تؤدي من مصدر مياه إلى النبع الذي يليه. وهذا دليل مهم لفهم كيفية هجرة الناس عبر أفريقيا".
توفر المياه الجوفية حاليًا حوالي ثلث استهلاك مياه الشرب لسكان العالم، كما تُستخدم لإنتاج جزء كبير من الغذاء. يعتبر الماء عنصرا أساسيا في رأس المال الطبيعي، وتظهر هذه الدراسة أن الماء ربما كان عاملا في تاريخ التنمية البشرية.
معظم السكان يعيشون بالقرب من مصادر المياه، وحتى الآن لم يتم توضيح دور المياه في تطور الإنسان بشكل كامل. وأظهر الباحثون كيف شكلت مئات الينابيع في جميع أنحاء شرق أفريقيا "ملجأ مائيا" (ملجأ مائيا) خلال فترات الجفاف، حيث كانت المياه الجوفية تربط بين فترات الجفاف والتغيرات المناخية.

وفقًا للباحثين: "توفر نتيجة بحثنا إطارًا بيئيًا جديدًا يمكن من خلاله فهم كيفية تطور نموذج الفرز لمجموعة متنوعة من الكائنات البشرية".

תגובה אחת

  1. وفي إسرائيل أيضًا - كانت هناك بحيرات في منطقة النقب، وعلى رأسها بحيرة تسيهور، والتي تم اكتشاف على شواطئها أدوات حجرية قديمة من الثقافة الوهمية.
    إنه يستحق البحث والقراءة - مثير جدًا للاهتمام

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.