تغطية شاملة

والآن - إلى المريخ

وصف النشوة بعد الهبوط الأول. مقال من مجلة "العلم" جريدة علمية لكل مجلد 1969-1970 العدد 1

غرفة التحكم على خلفية صور القمر في أبولو 11
غرفة التحكم على خلفية صور القمر في أبولو 11

من المؤكد أن إحدى النتائج الأولى لإتمام عملية "أبولو" بنجاح هي تأمين ميزانية كبيرة لإرسال رجل إلى المريخ. وبعد النجاح المدوي الذي حققه هبوط الرجل على سطح القمر، ليس هناك شك تقريبا في أن كلا من الكونجرس والحكومة الأمريكية سيدعمان خطة طويلة المدى لإرسال رجل إلى الكواكب. وسبق أن قال مدير وكالة الفضاء الأميركية الدكتور توماس باين، إن الهدف الحقيقي لمهمات «أبولو» كان «تطوير إمكانية الطيران بين النجوم وإثباته». المبالغ المطلوبة ضخمة. وتكلف عملية "أبولو" نحو 24 مليار دولار. على سبيل المثال، من المفترض أن تكلف عملية مماثلة للمريخ حوالي 80 مليار دولار.

وفي حين أن اهتمامنا منصب بالكامل على الإنجازات العظيمة المتمثلة في غزو الإنسان للقمر، فقد تم نسيان برامج الفضاء الأخرى، وهي كثيرة ومتنوعة. وفي 24 فبراير/شباط و24 مارس/آذار من العام الجاري، انطلقت مركبتان فضائيتان من طراز "مارينر" إلى المريخ، في مهمة مدتها خمسة أشهر، للتصوير والتقصي، بأجهزة مختلفة، لكن الضجة العامة التي أحاطت بعمليات "أبولو" دفعت بهذا الخبر إلى العلن. الزاوية. بدون وجه حق. وتبين أن المريخ ربما يكون هو الهدف المباشر للجهود البحثية الأمريكية في الفضاء، ولا يكاد يكون هناك شك في أن الإنجازات التي ستحققها خلال أبحاثه ستطغى على كل ما تم إنجازه على الأبيض. أهداف إطلاق المركبة الفضائية: استكشاف سطح المريخ وغلافه الجوي، من أجل خلق أساس للتجارب المستقبلية، في مجال البحث عن حياة خارج كوكب الأرض؛ وتطوير التكنولوجيا التي ستمكن من القيام بمهام تشمل إطلاق المركبات الفضائية، التي ستدور بالقرب من المريخ، أو تهبط على سطحه.

وتتشابه المركبتان الفضائيتان - "مارينر-6" و"مارينر-7" مع بعضهما البعض. وزن كل منها حوالي 004 كجم. وتم إطلاقها بصواريخ إطلاق من نوع "أطلس سنتور". وسيقترب "مارينر-6" من مسافة حوالي 3,200 كيلومتر من وجه المريخ في 31 يوليو/تموز، لكنه سيبدأ بث البث التلفزيوني بالفعل في 29 منه؛ ومن المقرر أن يقترب "مارينر-7" إلى مسافة مماثلة في 5 أغسطس/آب المقبل. وستبث المركبتان الفضائيتان صورا تلفزيونية لسطح المريخ، أثناء تحليقهما بالقرب منه، من ارتفاعات تتراوح بين 10,000 آلاف إلى ما يقرب من 3,000 آلاف كيلومتر من سطحه.

وتم تصميم مدارات المركبة الفضائية بحيث يقوم "مارينر-6" بتصوير المنطقة الاستوائية للمريخ، بينما سيقوم "مارينر-7" بتصوير منطقة القطب الجنوبي له. وستعمل كاميرتان في كل مركبة فضائية بالتناوب، من أجل تصوير المساحات الصغيرة والكبيرة على المريخ، مع تباعد أكبر أو أقل؛ يوجد أعلى الكاميرات مرشحات، وظيفتها إظهار تغيرات اللون في التفاصيل المختلفة على سطح المريخ.

وسيقوم مطياف الأشعة تحت الحمراء، المثبت في كل مركبة فضائية، بالتحقق مما إذا كان هناك دليل على وجود جزيئات في الغلاف الجوي السفلي للمريخ، والتي لها أهمية في العمليات البيوكيميائية؛ وسيحدد مطياف الأشعة فوق البنفسجية مكونات الغلاف الجوي العلوي؛ سيقوم مقياس الأشعة تحت الحمراء بقياس درجات الحرارة على سطح المريخ؛ وسيقوم جهاز آخر بفحص انحراف الإشارات الراديوية المرسلة من المركبة الفضائية، أثناء مرورها من الجانب الآخر للمريخ؛ سيتم استخدام بيانات التتبع الخاصة بالمركبة الفضائية لتحديد كتلة الكوكب، ولتحديد النسبة بين كتلة الأرض وكتلة القمر، ولتحديد المسافة الدقيقة بين الأرض والمريخ، سيتم أيضًا استخدام البيانات يستخدم لتحديد الوحدة الفلكية بشكل أكثر دقة (يساوي متوسط ​​نصف قطر مدار الأرض حول الشمس).

ولذلك، فإننا نقف على حافة قفزات أكبر وأكثر جرأة في مساحات النظام الشمسي من "القفزة" إلى القمر.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.