تغطية شاملة

طريقة جديدة لعلاج البكتيريا المفترسة طبيا

وتمكن باحثون من الجامعة العبرية من فك رموز المراحل الأولية التي أدت إلى تطور العنف المتزايد للبكتيريا المفترسة

العقدية. الرسم التوضيحي: شترستوك
العقدية. الرسم التوضيحي: شترستوك

تعتبر بكتيريا "المكورات العقدية المقيحة" مسؤولة كل عام عن مئات الملايين من حالات التهابات الحلق والطفح الجلدي، وهي أمراض بسيطة نسبيا تمر من تلقاء نفسها أو تختفي بعد تناول المضادات الحيوية. لكن عندما تخترق البكتيريا نفسها الأنسجة الرخوة ومجرى الدم، فإنها تكون قادرة على التسبب في التهابات خطيرة ومهددة للحياة، مثل "متلازمة الصدمة السامة" التي تسبب انخفاضا سريعا في ضغط الدم وتلف أجهزة متعددة، و"متلازمة البكتيريا المفترسة". والذي يتجلى في التدمير السريع للأنسجة الرخوة.

لم يكن يعرف ما الذي يحول المكورات العقدية من بكتيريا تعيش معنا في سلام نسبي إلى عامل قاتل بشكل خاص يتمكن من الانتشار في أجسادنا بطريقة لا يمكن وقفها ويسبب وفاة بنسبة 25٪ بين 650,000 ألف شخص يعانون من نسختها العنيفة كل عام. سنة في العالم. الآن نجح البروفيسور إيمانويل هانسكي مع طالب البحث موشيه باروخ وفريق المختبر في قسم علم الأحياء الدقيقة وعلم الوراثة الجزيئية في كلية الطب في الجامعة العبرية في فك رموز كيفية نجاح المكورات العقدية بقدر كبير من التطور في تحويل نفسها إلى سم قاتل. ويمهد هذا الاكتشاف الطريق لتطوير العلاج الطبي للوقاية من الأمراض المعدية الخطيرة التي تسببها البكتيريا عندما تخترق الأنسجة الرخوة ومجرى الدم. وتبحث شركة "يشوم"، شركة تطوير الأبحاث التابعة للجامعة العبرية، عن شركاء تجاريين لمواصلة تطوير الاختراع.

وأظهر فريق الباحثين أنه في المراحل الأولى من العدوى البكتيرية، يحدث حوار جزيئي بين البكتيريا وخلايا الجسم التي استقرت فيها. ومن أجل خلق بيئة داعمة لنفسه تساعده على الانتشار والنمو بشكل أقوى، تقوم البكتيريا بحقن سموم الخلايا المعروفة باسم الستربتوليزين، والتي تعطل نشاط الجهاز المسؤول عن التحكم في الطي الصحيح للبروتينات في الخلايا. ونتيجة لذلك، يزداد إنتاج الحمض الأميني الأسباراجين في الخلايا، والذي تستخدمه البكتيريا لجعل نفسها أكثر ضراوة ولزيادة معدل انتشارها في جسم الإنسان.

ومن أجل منع انتشار البكتيريا، استخدم الباحثون إنزيما يسمى الأسباراجيناز الذي يفكك الأسباراجين ويستخدم حاليا كدواء ضد عدة أنواع من السرطان، وهو ما منع بالفعل انتشار البكتيريا بعد دخولها إلى الدم. وسجل الباحثون براءة اختراع لهذا الاكتشاف من خلال ذراع تسويق التكنولوجيا في الجامعة العبرية "يشوم" على أمل أن يؤدي الكشف عن الآلية إلى تطوير علاجات فعالة ضد عدوى المكورات العقدية الغازية.

وبحسب البروفيسور هانسكي، فإن هذه البكتيريا في حالتها الطبيعية لا تمتلك القدرات الكافية للتغلب على آليات الدفاع في الجسم، لكنها متطورة بما يكفي لتغيير عملية التمثيل الغذائي للخلايا بحيث تؤدي في النهاية إلى تقويتها. علاوة على ذلك، فإنه يتمكن من التصرف بلطف بما فيه الكفاية بحيث يتمكن من التسبب في ضرر صغير ولكن يمكن التحكم فيه للخلايا، مما يسمح له بعد ذلك باستخدام كامل إمكاناته المسببة للأمراض." ونشرت نتائج البحث هذا الأسبوع في مجلة CELL المرموقة.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.