تغطية شاملة

الأدوية طويلة الأمد

يرغب العديد من الأشخاص الذين يتناولون الدواء بشكل منتظم في زيادة الفترات الفاصلة بين أوقات تناول الدواء قدر الإمكان. وقد يتحقق هذا الطموح في المستقبل بفضل طريقة جديدة طورها علماء معهد وايزمان


البروفيسور يورام شيختر (يمين) والبروفيسور ماتي فريدكين الفلين العضوي
يرغب العديد من الأشخاص الذين يتناولون الدواء بشكل منتظم في زيادة الفترات الفاصلة بين أوقات تناول الدواء قدر الإمكان. وقد يتحقق هذا الطموح في المستقبل بفضل طريقة جديدة طورها علماء معهد وايزمان، تمكن من تنظيم نشاط الأدوية في الجسم. عندما يتناول الإنسان أي دواء فإن تركيز هذا الدواء في دمه يزيد أحياناً إلى مائة ضعف ما هو ضروري لفعالية الدواء. وهذا يسبب النفايات والآثار الجانبية غير المرغوب فيها. لكن هذه هي الكميات التي تعطى للمرضى، وذلك للتأكد من وجود الدواء في الدم للمدة اللازمة لنشاطه. تتبدد المادة الطبية وتختفي عادة خلال بضع دقائق إلى بضع ساعات. وبعد ذلك يجب أن يتلقى المريض جرعة أخرى من الدواء. هذه العملية من صعود وهبوط في مستوى وجود الدواء في الدم، تحدث مرارا وتكرارا، مما يسبب للمريض عدم الراحة وأحيانا الخلل الوظيفي. لزيادة مدة تواجد الدواء في الدم، وتجنب التقلبات
الحدة في تركيز المادة الطبية، البروفيسور ماتاتيو فريدكين من قسم الكيمياء العضوية في معهد وايزمان للعلوم، والبروفيسور يورام شيختر من قسم الكيمياء البيولوجية في معهد وايزمان للعلوم، يطوران طريقة جديدة ل تجميع المواد الطبية، بما في ذلك المضادات الحيوية وأدوية السرطان. تعتمد الطريقة على ربط "سدادة" جزيئية بجزيء المادة الطبية. "الفلين" لا يسمح لجزيء الدواء بالعمل.

عندما تدخل المادة الطبية "المحظورة" إلى مجرى الدم، تبدأ "السدادات" الجزيئية في التحلل، مما يطلق الدواء ويسمح له بالعمل. وطوّر علماء المعهد مجموعة متنوعة من "السدادات" التي تختلف في معدل تفككها، بحيث أن بعضها يتفكك بسرعة وبعضها لا يتفكك إلا بعد ساعات قليلة.

وبهذه الطريقة، في أي لحظة، يتم إطلاق كمية ثابتة من المادة الطبية في الدم، مما قد يسمح في المستقبل بزيادة كبيرة في الفترات الفاصلة بين أوقات تناول الأدوية. واكتشف العلماء أيضًا أن الأدوية المرتبطة بـ "الأغطية" الجزيئية يتم تفكيكها بواسطة الإنزيمات المختلفة بشكل أبطأ، مقارنة بمعدل تفكك الأدوية العادية. ويفترض الباحثون أنها تلتصق أيضًا بالبروتينات المختلفة الموجودة في الدم، وأن هذا يسمح لها بالتواجد في مجرى الدم لفترة أطول، و"التهرب" من آليات التخلص المختلفة. في المقال الذي يصف

وفي البحث الذي أجراه البروفيسور فريدكين والبروفيسور شيشتر والطالب البحثي إيتان غيرشونوف، والذي تم قبوله للنشر في مجلة "السكري"، أظهر العلماء أن الفئران المعالجة بالأنسولين الذي يحتوي على "فلين" جزيئي مرتبط به

اكتفي بحقنة أنسولين واحدة كل يومين. للمقارنة: ينبغي إعطاء الأنسولين العادي للفئران مرتين في اليوم. إلا أن الأنسولين طويل المفعول الذي طوره علماء المعهد،

لا يمكن أن يكون بديلاً عن مستحضرات الأنسولين المصممة للعمل بسرعة. "الفلين" الجزيئي هو في الواقع صمام العطر العضوي الصغير. ويعمل علماء المعهد على تطوير طريقة للتحكم في معدل تفكك جزيئات "الفلين" وتحديدها مسبقا، من خلال تغيير عدد من المكونات في الجزيء. وقد تم اختبار معدل إطلاق (أو تفكك) الجلطة حتى الآن في "أنبوب اختبار"، وسيتم اختباره قريبًا في التجارب على الحيوانات. قامت شركة "Yade"، التي تعنى بتنفيذ نتائج أبحاث علماء معهد وايزمان للعلوم، بالتعاون مع صندوق الاستثمار الخاص PMOT، بتأسيس شركة ناشئة جديدة - "Lapid Pharmaceuticals Ltd" - بهدف لتطوير الطريقة وتطبيقها.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.