تغطية شاملة

اكتشف باحثون من الجامعة العبرية أن تدهور خلايا الجهاز المناعي في الدماغ يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب

سجل الباحثون براءة اختراع لمواد من شأنها أن تمكن من العلاج السريع للاكتئاب

البروفيسور راز يرميا. الصورة: الجامعة العبرية
البروفيسور راز يرميا. الصورة: الجامعة العبرية

يعد مرض الاكتئاب، الذي يعاني منه واحد من كل ستة أشخاص خلال حياته، أحد الأسباب الرئيسية لمعاناة الإنسان. وإلى جانب أن معظم حالات الانتحار مرتبطة بالاكتئاب، فإن هذا المرض يشكل خطرا كبيرا للإصابة بأمراض خطيرة أخرى، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه يسبب سنوات من العجز والخلل الوظيفي أكثر من أي مرض آخر.

لعقود من الزمن لم يكن هناك تقدم كبير في تطوير علاجات دوائية مبتكرة للاكتئاب لأن العوامل البيولوجية المسؤولة عنه لا تزال غير واضحة. والآن يؤدي جهد مشترك بين باحثين من الجامعة العبرية في القدس وجامعة كولورادو إلى تحقيق تقدم كبير في هذا المجال. اكتشف الباحثون لأول مرة أن التغيرات في بنية ووظيفة خلايا الدماغ التي تسمى الخلايا الدبقية الصغيرة تسبب تطور الأعراض السلوكية والدماغية المرتبطة بالاكتئاب الناتج عن التعرض للإجهاد لفترة طويلة. بالإضافة إلى ذلك، سجل الباحثون براءة اختراع لعدة مواد تؤثر على الخلايا الدبقية الصغيرة يمكن استخدامها كأدوية فعالة مضادة للاكتئاب، من خلال "تطبيق" جمعية تطوير الأبحاث في الجامعة العبرية.

وأجرى الدراسة البروفيسور راز يرميا، رئيس مختبر علم المناعة العصبية النفسية في قسم علم النفس في الجامعة العبرية، بالتعاون مع طالبة الدكتوراه تيرزا كريسل وباحثين آخرين في المختبر في الجامعة العبرية وبالتعاون مع باحثين من جامعة القدس. كولورادو في بولدر بالولايات المتحدة الأمريكية. تم تمويل البحث من قبل مؤسسة العلوم الوطنية، وتم نشره هذا الأسبوع في مجلة الطب النفسي الجزيئي، وهي أهم مجلة في الطب النفسي وواحدة من رواد الطب وعلم الأعصاب.

تمثل الخلايا الدبقية الصغيرة، التي تشكل حوالي عشرة بالمائة من خلايا الدماغ، الجهاز المناعي في الدماغ، وتلعب دورًا مركزيًا في التعامل مع عوامل المرض مثل الفيروسات والبكتيريا وكذلك في التعامل مع تلف الدماغ. وفي الدراسات التي أجريت في السنوات الأخيرة في مختبر البروفيسور ييرميا ومختبرات أخرى، تبين أن هذه الخلايا تشارك أيضًا في عمليات فسيولوجية أخرى، بما في ذلك التفاعل مع المواقف العصيبة.

يعد التعرض لفترات طويلة للمواقف العصيبة أحد العوامل الرئيسية في تطور الاكتئاب لدى البشر. في هذه الدراسة، تم تعريض الفئران يوميا لمواقف إجهاد خفيفة لا يمكن التنبؤ بها. وبعد خمسة أسابيع من هذا التعرض، ظهرت على الفئران أعراض توازي أعراض مرضى الاكتئاب، مثل اليأس، وعدم الاهتمام بالأنشطة التي تسبب المتعة مثل شرب المحاليل الحلوة أو اللعب الاجتماعي، بالإضافة إلى انخفاض في تكوين دماغ جديد. الخلايا التي تعتبر من أهم مؤشرات الدماغ في حالة الاكتئاب.

ووجد الباحثون أنه خلال الأسبوع الأول من التعرض للإجهاد، خضعت الخلايا الدبقية للتنشيط - وهي عملية تنشيط تسببت في انقسام الخلايا وتكاثرها وزيادة حجم الخلية وإنتاج جزيئات التهابية - مما أدى إلى موت بعض الخلايا. .

وبعد 5 أسابيع من التعرض للتوتر، انخفض عدد الخلايا الدبقية الصغيرة وتدهورت بعض الخلايا المتبقية، خاصة في منطقة معينة من الدماغ المعروفة بأنها تشارك في التفاعل مع المواقف العصيبة. إن منع عملية التنشيط الأولية للخلايا الدبقية الصغيرة عن طريق إعطاء دواء محدد في الأيام الأولى من التعرض للإجهاد، أو من خلال التدخل الجيني، أدى إلى إيقاف موت الخلايا الدبقية الصغيرة واختفاءها من الدماغ وأعراض الاكتئاب. ومن ناحية أخرى، ومن أجل علاج الفئران "المكتئبة"، التي سبق لها أن تعرضت للإجهاد لفترة طويلة وفقدت العديد من الخلايا الدبقية الصغيرة، اكتشف الباحثون أن هناك حاجة لمواد تحفز الخلايا الدبقية الصغيرة وترفع عددها. إلى المستوى الطبيعي.

المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:

 

وبحسب البروفيسور جيريميا "لقد وجدنا أنه بمساعدة هذه المواد يمكن علاج أعراض الاكتئاب وزيادة عملية تكوين خلايا عصبية جديدة بطريقة أكثر فعالية وأسرع من معظم العلاجات الدوائية المتوفرة اليوم". ". ويواصل الباحثون تحديد مواد إضافية من نفس النوع ويخططون لاختبار فعاليتها السريرية لدى مرضى الاكتئاب في المستقبل القريب. ويضيف البروفيسور يرميا: "إلى جانب الأهمية العملية والإمكانيات السريرية التي يفتحها هذا البحث، فإن هذه النتائج لها أهمية نظرية كبيرة لأنها دليل أولي مباشر على أن العمليات النفسية والأمراض النفسية لا تعكس فقط نشاط الخلايا العصبية. (الخلايا العصبية) واضطرابات في هذا النشاط، كما يعتقدون حتى الآن، لكنها تتأثر بشكل كبير بوظيفة الخلايا الدبقية الصغيرة".

وبناءً على نتائج البحث، تقدمت شركة "ياسم" بطلب براءة اختراع لعلاج الاكتئاب بمساعدة عدة مواد محددة تعمل على تنشيط الخلايا الدبقية الصغيرة.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.