تغطية شاملة

مادة تشبه العضلات تتوسع وتنقبض استجابة للضوء

نجح العلماء في تطوير مادة مبتكرة تتمدد وتنكمش استجابة للضوء المسقط عليها

بوليمر (يسار؛ مادة بيضاء) ينكمش استجابةً للضوء الأزرق (يمين). [بإذن من جوناثان بارنز]، جامعة واشنطن
بوليمر (يسار؛ مادة بيضاء) ينكمش استجابةً للضوء الأزرق (يمين). [بإذن من جوناثان بارنز]، جامعة واشنطن
[ترجمة د.نحماني موشيه]

تمامًا كما تطلق الأدوية ذات الإطلاق المتحكم فيه شحنتها ببطء بعد أن "تستشعر" تغيرًا في مستوى حموضة الجسم، فإن "العضلات الاصطناعية" المزروعة ستكون قادرة في يوم من الأيام على التوسع والتقلص استجابة للضوء المسلط على الجلد.

وقال الباحث الرئيسي: "لقد تمكنا من تطوير بوليمر بآلية مبتكرة للمواد التفاعلية - تلك المواد القادرة على التعاقد أو التوسع أو الحفاظ على بنية محددة - استجابة لمحفز خارجي بسيط". يتم حاليًا تطبيق المواد التي تتفاعل مع المحفزات الخارجية في مجموعة متنوعة من الصناعات. على سبيل المثال، بعضها يغير لونه ويستخدم كطلاء للزجاج الأمامي للسيارات لمنع إصابة السائقين بالعمى. ويمكن تصميم مواد أخرى على شكل أوعية تستجيب للتغيرات في تركيزات العناصر الغذائية وتغذية المحاصيل الزراعية حسب الحاجة. يتم حاليًا تضمين تطبيقات أخرى أيضًا في مجالات الطب الحيوي.

وكان هدف الباحثين من جامعة واشنطن هو اختبار ما إذا كانت المادة الجديدة قادرة على القيام بعمل، وهي خاصية يمكن أن تساعد في تطوير عضلة صناعية. قام الباحث الرئيسي خلال دراسته بفحص مجموعة من الجزيئات، المعروفة باسم الفيولوجينات، والتي تغير لونها بعد عمليات التأين (إضافة أو طرح الإلكترونات). افترض الباحث أنه إذا كان من الممكن ربط العديد من هذه الجزيئات معًا، فإنها ستطوى لتشكل بنية تشبه الأكورديون، لأن الأجزاء التي تستقبل إلكترونًا واحدًا تتعرف على بعضها البعض. وتساءل أيضًا عما إذا كانت عملية الطي يمكن أن تؤدي إلى ظهور شبكة ثلاثية الأبعاد تسمح بالحركة، وإذا كان من الممكن إنشاء مثل هذه العملية التي يمكن عكسها أيضًا.

ولاختبار ذلك، قام الباحث بتصنيع سلاسل بوليمرية مع جزيئات فيوجينات متصلة بأطرافها. عندما تم تسليط ضوء LED أزرق على الجزيئات، فإنها تطوى في نسيج مطوي بمساعدة محفز معروف لإعادة تدوير الصور قادر على نقل الإلكترونات إلى جزيئات الكمان. وفي الخطوة التالية، قام الباحثون بدمج البوليمرات في هيدروجيل ثلاثي الأبعاد مرن وقابل للذوبان في الماء. وعندما سلط فريق الباحثين الضوء على الهلام، تقلص النظام إلى عُشر حجمه الأصلي. وعندما توقف العرض، عاد النظام إلى حجمه الأصلي بسبب تمدد المادة. أثناء تغيير حجمه، تغير لون الجل أيضًا. "إن جمال نظامنا يكمن في حقيقة أننا قادرون على أخذ كمية صغيرة من البوليمر الخاص بنا، المسمى بولي فيولوجين، وإدخالها في أي شبكة ثلاثية الأبعاد، مع تحويلها إلى مادة تستجيب للمحفزات الخارجية"، يوضح ذلك. الباحث الرئيسي. يتطلب النظام أقل من واحد بالمائة من الهيدروجيل حتى يكون لديه نظام سريع الاستجابة. لذا فإن البوليمر الموجود بتركيز قليل جدًا، لا يؤثر مطلقًا على الخواص الأخرى للمادة التي يوجد فيها. ولاختبار ما إذا كانت المادة المبتكرة قادرة على القيام بالعمل، قام الباحثون بتوصيل الجل بشريط من الأسلاك الكهربائية مع قطعة من الأسلاك في النهاية. أخذ الباحثون كمية صغيرة من السلك ووضعوا الهيدروجيل أمام الضوء الأزرق. وتمكن الجل من رفع وزن صغير - وهو مقدار يزن 30 مرة وزن المادة الفعالة بولي فيولوجين - وبعد خمس ساعات ارتفع حتى بضعة سنتيمترات.

ومنذ ذلك الحين، أجرى الباحثون المزيد من التحسينات على نظامهم، على سبيل المثال، مما جعل المواد الهلامية أقوى وأكثر مرونة، بل وجعلتها أسرع من حيث معدل حركتها. بالإضافة إلى ذلك، طور الباحثون أيضًا بوليمرات تستجيب للعديد من المحفزات في نفس الوقت. كما قاموا بتطوير مواد هلامية تستجيب لأطوال موجية مختلفة. والمواد التي تستجيب للضوء الأحمر أو الضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء، أي الأشعة القادرة على اختراق الأنسجة البشرية، يمكن استخدامها في التطبيقات الطبية الحيوية، مثل أجهزة توصيل الأدوية، أو في نهاية المطاف، كعضلات اصطناعية. ويقول الباحث الرئيسي إن مجموعته البحثية بدأت للتو في اختبار حدود هذه المواد الجديدة. حاليًا، يقوم الباحثون بدراسة خصائص الإصلاح الذاتي للهيدروجيلات المحتوية على البوليفيولوجين، بالإضافة إلى إمكانية طباعة البوليمرات ثلاثية الأبعاد في أنواع مختلفة من المواد الأخرى.

أخبار الدراسة

تعليقات 2

  1. مقالة مثيرة للاهتمام وبحث مذهل! إن تطبيقات مثل هذه المواد لا حصر لها، وليس فقط في الأنظمة البيولوجية.
    ثلاث تعليقات فقط:
    1. المادة التي تغير أبعادها الفيزيائية وكذلك لونها في نطاق كبير من القيم، وذلك بطريقة دورية باستخدام "مفتاح" خارجي، لها أهمية كبيرة بشكل خاص في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا والثقافة، وليست هناك حاجة إلى قصر استخدامه على الأغراض البيولوجية فقط (وهي في الواقع كثيرة ومتنوعة ومعقدة أيضًا).
    2. وفي الفقرة الثالثة مكتوب:
    "... يتطلب النظام أقل من واحد بالمائة من الهيدروجيل حتى يكون لديه نظام سريع الاستجابة. لذا فإن البوليمر، الذي يكون بتركيز صغير جدًا، لا يؤثر مطلقًا على خصائص المادة الأخرى التي يوجد فيها..." - ومع ذلك، فإن 1% هو رقم كبير وليس رقمًا منخفضًا على الإطلاق! إن إدخال مادة معينة إلى مادة أخرى بتركيز 1٪ (عادةً ما يكون الخلط ضروريًا للتشتت المتجانس، ولكن في بعض الأحيان من الممكن أيضًا الاكتفاء بالخلط الجزئي، مع إنشاء "جزر" في المصفوفة النهائية) يؤثر بالتأكيد على الخصائص الكيميائية والكهربائية والبيولوجية والمتانة (مثل التفاعل مع المواد الكاشطة) والمزيد. على سبيل المثال، البوليمر الصلب، والذي يتم إدخال جزيئات صغيرة فيه بتركيزات منخفضة أثناء بلمرته (عادة بتركيز 0.1-1٪)، يلين بشكل ملحوظ. مثال آخر هو "تلويث" المواد شبه الموصلة (مثل السيليكون والجرمانيوم) بمواد/ذرات مختلفة (مثل الفوسفور والزرنيخ وما إلى ذلك) بكميات ضئيلة (في حدود بيرميل وحتى أقل) بشكل جذري ويغير بشكل كبير خصائص التوصيل الكهربائي.
    3. لا يمكن استخدام هذا البحث لأغراض طبية لأن الفيولوجين ومشتقاته مواد خطرة (مسرطنة ومعقمة ومضرة بالجهاز العصبي المركزي والأنظمة البيولوجية الأخرى) - ولكن هذا البحث يثبت بشكل لا لبس فيه "إثبات الجدوى" الأولي. لهذا السبب، أعتقد أن العديد من الدراسات الجديدة التي ستدمج مواد أخرى - أقل سمية وخطورة من الفيولوجينات - سوف "تتقدم" وسيستمر هذا المجال في التطور بسرعة.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.