في دراسة شارك فيها باحث من جامعة بن غوريون، تم تقديم أدلة جيوكيميائية على تورط أكاسيد الحديد في أكسدة الميثان بواسطة الكبريتات، واقتراح آلية لهذا التورط
كشفت الدكتورة أوريت سيون من جامعة بن غوريون في النقب، بالتعاون مع زملائها من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا وجامعة كامبريدج، عن حقائق جديدة حول آلية منع إطلاق كميات كبيرة من غازات الدفيئة والميثان، من قاع البحر إلى الهواء. ونشرت الدراسة أوريت سيون، بالتعاون مع فيكتوريا أورفان وجيف ميرلو من كاتالوك، وجلعاد أنتلر وساشا تورشين من جامعة كامبريدج، في المجلة المرموقة للأكاديمية الوطنية للعلوم، PNAS.
الميثان هو غاز طبيعي مهم يستخدم لاحتياجات الطاقة، ولكنه أيضًا أحد غازات الدفيئة الفعالة التي تعمل على تدفئة الأرض. لذلك، من المهم جدًا معرفة العمليات التي تنتج غاز الميثان وتستهلكه.
يتم إنتاج حوالي ثلثي غاز الميثان في العالم من مصادر بشرية (النشاط الصناعي والزراعي بشكل رئيسي) ويتم إنتاج حوالي ثلثه من مصادر طبيعية. يوجد مستودعها الطبيعي الرئيسي في الرواسب الموجودة في قاع المحيط، ولكن لحسن الحظ بالنسبة لنا فإن حوالي تسعين بالمائة من غاز الميثان المنتج في هذه الرواسب يتأكسد ميكروبيًا بواسطة الكبريت (كبريتات) قبل أن يصل إلى مياه المحيط والغلاف الجوي. وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذه العملية في منع انبعاث غاز الميثان إلى الغلاف الجوي، إلا أن آليتها لا تزال غير مفهومة جيدا، وهي موضوع العديد من الدراسات.
تم في الدراسة تقديم الأدلة الجيوكيميائية لتورط أكاسيد الحديد في أكسدة الميثان بواسطة الكبريتات، واقتراح آلية لهذا التورط. وتستند الأدلة إلى التجارب المعملية التي أجريت على الرواسب الناتجة عن تسرب غاز الميثان في المحيط الهادئ. تم إخضاع الرواسب لظروف مختلفة، بما في ذلك إضافة كبيرة لأكاسيد الحديد والميثان المسمى نظيريًا (الكربون 13)، وتم فحص التغيرات مع مرور الوقت. وأظهرت التجارب من خلال قياسات التراكيز والنظائر المستقرة للأكسجين والكبريت والكربون، أن إضافة أكاسيد الحديد أدت إلى أكسدة الحديد وزيادة كبيرة في معدل أكسدة الميثان بواسطة الكبريتات.