تغطية شاملة

هناك اختلافات كبيرة بين الأفراد في استجاباتهم للطعام

قام 20 عالمًا من معهد العلوم بفحص ردود 800 موضوع على 46,000 وجبة * تؤكد النتائج على الحاجة إلى توصيات شخصية لنظام غذائي صحي

نظام حمية متوازن. الرسم التوضيحي: شترستوك
نظام حمية متوازن. الرسم التوضيحي: شترستوك

ما الذي سيرفع نسبة السكر في الدم أكثر: السوشي أم الآيس كريم؟ وفقا لدراسة أجراها علماء معهد وايزمان، ونشرت اليوم في المجلة العلمية Cell، فإن الإجابة على هذا السؤال تختلف باختلاف الأشخاص. وفي الدراسة، قام العلماء بمراقبة مستويات السكر في الدم بشكل مستمر لدى 800 متطوع لمدة أسبوع، ووجدوا أن الاستجابة للطعام هي، إلى حد كبير، شخصية.

تم إجراء بحث "مشروع التغذية الشخصية" (personalnutrition.org) من قبل أعضاء المجموعات البحثية للبروفيسور إيران سيغال من قسم علوم الكمبيوتر والرياضيات التطبيقية والدكتور إيران ألينيف من قسم علم المناعة في معهد وايزمان علوم. البروفيسور سيغال: "لقد ركزنا على نسبة السكر في الدم لأن مستوياته المرتفعة تشكل عامل خطر للإصابة بمرض السكري والسمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي. إن الاختلافات الكبيرة التي وجدناها بين الزيادات في مستويات السكر لدى الأشخاص المختلفين الذين تناولوا نفس الوجبات تظهر كيف من المرجح أن تساعد التوصيات الغذائية الفردية الأشخاص على البقاء أكثر صحة من التوصيات الغذائية العالمية. في الواقع، وجدت الدراسة أن الأشخاص تفاعلوا بشكل مختلف تمامًا مع كل من الوجبات البسيطة والمعقدة. على سبيل المثال، ارتفعت مستويات السكر في الدم لدى العديد من المشاركين بعد تناول جرعة قياسية من الجلوكوز، ولكن لدى كثيرين آخرين ارتفعت هذه المستويات على وجه التحديد بعد تناول الخبز الأبيض وليس الجلوكوز. الدكتور ألينيف: "كان الهدف من بحثنا هو العثور على العوامل المسؤولة عن استجابة السكر الشخصية لكل شخص للأطعمة. لقد استخدمنا هذه المعلومات لوضع توصيات غذائية شخصية، والتي ستساعد في منع أو علاج السمنة ومرض السكري، والتي كانت تعتبر في السنوات الأخيرة أوبئة عالمية.

قاد البحث ديفيد زائيفي وتال كوريم، طلاب الأبحاث في مختبر البروفيسور سيغال. لقد تعاونوا مع نيف زامورا، وهو طبيب وطالب بحث في مختبر الدكتور ألينيف، وكذلك مع طالبة البحث دافنا روتشيلد والباحثة المشاركة الدكتورة أدينا واينبرجر من مختبر البروفيسور سيجال. ويعد البحث فريدا من حيث نطاقه، كما أنه تضمن تحليلا للبكتيريا المعوية، التي تعد من أهم العوامل في الطريقة التي يستقبل بها جسمنا الأطعمة المختلفة ويعالجها، مما يؤثر أيضا على تطور الأمراض. وتم تجهيز المشاركين في الدراسة بأجهزة مراقبة صغيرة تقيس مستويات السكر في الدم لديهم بشكل مستمر. وطُلب منهم تسجيل كل ما يأكلونه بالإضافة إلى خصائص نمط حياتهم مثل أوقات النوم وممارسة الرياضة. سمح هذا النهج للعلماء بتتبع ردود الفعل الفردية تجاه الأطعمة المختلفة. وفي المجمل، تابع العلماء ردود أفعال أشخاص مختلفين على أكثر من 46 ألف وجبة.

وبناءً على هذه النتائج، طور العلماء خوارزمية حسابية تنبأت بشكل صحيح بردود الفعل الشخصية للمشاركين في البحث تجاه الأطعمة المختلفة. وفي دراسة متابعة، شملت 100 متطوع آخر، تمكنت الخوارزمية نفسها أيضًا من التنبؤ بشكل صحيح بمعدل ارتفاع نسبة السكر في الدم استجابةً للطعام، مما أظهر أنه يمكن تطبيقها على المشاركين الجدد. وأظهر العلماء أيضًا أن نمط الحياة يؤثر على نسبة السكر في الدم. ومن بين أمور أخرى، أظهروا أن نفس الطعام كان له تأثير مختلف على مستوى السكر لدى نفس الشخص بعد النوم أو بعد التمرين.

وفي المرحلة التالية من الدراسة، قام العلماء بوضع نظام غذائي يعتمد على الخوارزمية، بهدف التحقق مما إذا كانت التوصيات الشخصية التي يصدرها النظام تساعد بالفعل في خفض نسبة السكر في الدم. تلقى المشاركون في هذه المرحلة نظامًا غذائيًا شخصيًا "جيدًا" لمدة أسبوع ونظامًا غذائيًا "سيئًا" لمدة أسبوع آخر. يتضمن كلا النظامين الغذائيين نفس العدد من السعرات الحرارية ويختلفان من شخص لآخر. وهكذا فإن بعض الأطعمة التي ظهرت في نظام غذائي "جيد" في مادة معينة ظهرت في مادة أخرى في نظام غذائي "سيء". لقد ساعدت الأنظمة الغذائية "الجيدة" الأشخاص في الحفاظ على مستويات صحية من السكر في الدم، وفي المقابل، غالبًا ما تسببت الأنظمة الغذائية "السيئة" في زيادة سريعة وكبيرة في هذه المستويات. تم تسجيل كلا النتيجتين بعد تجربة لمدة أسبوع واحد فقط. علاوة على ذلك، ونتيجة للنظام الغذائي "الجيد"، حدثت تغيرات موحدة في تركيبة البكتيريا المعوية، مما يشير إلى أن هذه البكتيريا يمكن أن تتأثر بالنظام الغذائي الشخصي، وهي بدورها يمكن أن تؤثر على الاستجابة للطعام من حيث من استجابة الجسم للتغيرات في نسبة السكر في الدم.


فيديو يشرح البحث

ويقوم العلماء الآن بتجنيد متطوعين لإجراء دراسة متابعة حول التغذية الشخصية، والتي ستركز على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة السكر في الدم والمعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري. وتهدف هذه الدراسة إلى محاولة الوقاية من هذا المرض أو تأخيره. للتسجيل في موقع الأبحاث (personalnutrition.org).

شارك في المؤتمر أورلي بن يعقوب، د. لادور، د. تالي أفنيت ساغي، د. مايا لوتن بومبان، إيلاد ماتوت، غال مالكا، نوعا كوسوير، ميشال راين وروني بيكوفسكي من مختبر البروفيسور سيغال في معهد وايزمان للعلوم. يذاكر؛ يوتام سويتز، جمال علي مهدي، جيلي زيلبرمان شابيرا، لينكا دوهانلوفا والدكتور ميراف بيفسنر فيشر من مختبر الدكتور ألينيف في معهد وايزمان؛ د. ديفيد إسرائيلي من مركز القدس للصحة النفسية؛ والبروفيسور زمير هالبيرن من مركز سوراسكي تل أبيب الطبي.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.