تغطية شاملة

كيف تنام البكتيريا وتتجنب تأثير المضادات الحيوية

ونشرت الدراسة التي أجراها باحثون من الجامعة العبرية هذا الأسبوع في المجلة العلمية المرموقة Nature Communications

البكتيريا تتهرب من المضادات الحيوية. رسم توضيحي: الجامعة العبرية
البكتيريا تتهرب من المضادات الحيوية. رسم توضيحي: الجامعة العبرية

نجح باحثون من الجامعة العبرية لأول مرة في فك رموز الآلية التي تسمح للبكتيريا بالبقاء على قيد الحياة بعد العلاج بالمضادات الحيوية حتى لو لم تكن مقاومة للمضادات الحيوية. وهذا الاكتشاف الذي نُشر هذا الأسبوع في المجلة العلمية المرموقة Nature Communications ولاقى أصداء كثيرة في المجتمع العلمي، يمهد الطريق لتحسين العلاج الطبي لمجموعة واسعة من الالتهابات البكتيرية. وسجل الباحثون براءة اختراع لهذا الاكتشاف من خلال شركة "ييشوم" لتطوير الأبحاث التابعة للجامعة العبرية.

بجانب البكتيريا التي خضعت لطفرة جعلتها مقاومة للمضادات الحيوية، هناك مجموعة أخرى من البكتيريا المسؤولة عن فشل علاجات المضادات الحيوية هي مجموعة "البكتيريا المستمرة". هذه البكتيريا ليست مقاومة للمضادات الحيوية، لكنها تنجو من العلاج بالمضادات الحيوية لأنها تكون في حالة سبات أثناء العلاج، وعندما تتم إزالة المضادات الحيوية يمكنها "الاستيقاظ" والعودة للعمل ضد جسم الإنسان.

كان من المعروف حتى الآن أن هناك علاقة بين البكتيريا الخاملة وسم يسمى HipA، لكن عالم الطب لم يجد إجابة لسؤال ما هي سلسلة الإجراءات التي يبدأها ذلك السم والتي تسبب في النهاية بكتيريا معينة للنوم وبالتالي الهروب من تأثير المضادات الحيوية. والآن نجح مؤلفو الدراسة البروفيسور غادي جليزر من كلية الطب والبروفيسور ناتالي لابان من معهد راكا للفيزياء في الجامعة العبرية، في فك رموز الآلية التي تسبب نوم بعض البكتيريا. يظهر البحث أنه عندما تهاجم المضادات الحيوية البكتيريا، فإن السم الموجود في الخلية يمنع الحمض الأميني من دخول البروتين، ويؤدي تثبيط بناء البروتين إلى تحرير جزيئات الحمض الريبي النووي النقال في الخلية. وهذا يجعل الخلية تفسر الوضع على أنه مجاعة ونتيجة لذلك تنام وبالتالي تفلت من تأثير المضادات الحيوية. ونتيجة لذلك تدخل البكتيريا في حالة مجاعة وتنشط نظام استغاثة يجعلها تنام وبالتالي تفلت من تأثير المضاد الحيوي.

سيتم دمج الأفكار المستخلصة من هذا البحث حول الآلية التي تجعل البكتيريا خاملة مع تطورات أخرى في مختبر البروفيسور جليزر، والتي تتناول طرق إتلاف نظام الضغط الخاص بالبكتيريا، بهدف محاربة البكتيريا الخاملة بشكل أفضل وبالتالي علاج الالتهابات البكتيرية. أكثر فعالية.

تم إجراء البحث في مختبر البروفيسور غادي جلازر من قبل طالبة الدكتوراه إيلانا كاسبي وفي مختبر البروفيسور ناتالي لابان من قبل طلاب الدكتوراه إيتان روتيم، نيغا فايس وإيرينا رونين. واستخدم الباحثون أساليب متطورة مثل الانتقاء الجيني والطفرات البكتيرية وطرق مراقبة النمو البكتيري التي تم تطويرها في مختبر البروفيسور لابان الذي يتعامل مع ظاهرة البكتيريا المستمرة منذ سنوات.

تعليقات 2

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.