تغطية شاملة

اكتشف باحثو التخنيون وشخصوا عيبًا وراثيًا لدى طفل يعاني من مرض HFM القاتل

وتم إدخال الطفلة إلى مستشفى "شنايدر" بعد معاناتها من نقص امتصاص فيتامين حمض الفوليك الضروري للنمو؛ إن اكتشاف الخلل الجيني من قبل باحثي التخنيون يمهد الطريق للكشف المبكر عن المرض وكذلك تقديم الاستشارة الوراثية للعائلات من أجل إنجاب ذرية سليمة إلى العالم

عدم امتصاص حمض الفوليك في الدم
عدم امتصاص حمض الفوليك في الدم

اكتشف باحثون بقيادة البروفيسور يهودا أسرف، رئيس مختبر فريد فيشكوفسكي لأبحاث السرطان من كلية الأحياء في التخنيون، عيبًا وراثيًا خلقيًا لدى طفل يعاني من مرض مميت هو سوء امتصاص حمض الفوليك (HFM). ويؤدي هذا الخلل الوراثي إلى تلف بروتين PCFT المسؤول عن امتصاص حمض الفوليك من الأمعاء الدقيقة. حمض الفوليك هو فيتامين أساسي للتطور السليم لأجهزة الجسم المركزية، بما في ذلك جهاز الدم الذي يضم خلايا الدم الحمراء المهمة لنقل الأكسجين إلى الأنسجة؛ تعتبر خلايا الدم البيضاء ضرورية لعمل الجهاز المناعي وكذلك الجهاز العصبي المركزي.

وقام البروفيسور يعقوب أمير وطاقمه في قسم الأطفال "ج" في مستشفى "شنايدر" بتشخيص المرض لدى الطفل وأنقذوا حياته؛ واصلت البروفيسور راشيل شتراوسبرغ والدكتورة يائيل صوفر أيضًا من مستشفى "شنايدر" علاج الطفل واتصلتا بالبروفيسور يهودا أسرف من التخنيون. قامت طالبة الدكتوراه عنبال ليسري وعالمة الأحياء الدقيقة بلوما بيرمان، بقيادة البروفيسور يهودا أسرف من التخنيون، باكتشاف ووصف الخلل الوراثي الخلقي بالإضافة إلى سبب التدهور الحاد في صحة الطفل. بعد الاكتشاف العلمي الذي تم تحقيقه في التخنيون ونشره في المجلة العلمية الرائدة "BLOOD"، تم تمهيد الطريق للتعرف المبكر على الخلل الوراثي وكذلك تقديم الاستشارة الوراثية للعائلات بهدف إنجاب أطفال أصحاء العالم وحتى لأساليب علاجية مبتكرة.

ووصلت الطفلة المريضة إلى مستشفى "شنايدر" وهي تعاني من فقر دم حاد وتشنجات وتوقف نمو. وكشفت الاختبارات الشاملة أنه يعاني من انخفاض شديد في مستوى حمض الفوليك في دمه وسائله الشوكي. لذلك، يشتبه في أن هذا على الأرجح مرض خلقي يسمى HFM حيث يعاني الطفل المريض من نقص امتصاص حمض الفوليك من الأمعاء الدقيقة إلى الدم وكذلك من الدم إلى السائل الشوكي. تم حقن الطفل عن طريق الوريد بمشتق حمض الفوليك المتوفر بالخلايا يسمى حمض الفولينيك، وأدى ذلك إلى تطبيع نسبي لقيم حمض الفوليك في الدم بالإضافة إلى تطبيع معين لمستوى حمض الفوليك في السائل الشوكي. وتوجه أطباء مستشفى "شنايدر" إلى البروفيسور أسرف، الخبير العالمي في أبحاث السرطان واستقلاب حمض الفوليك، وطلبوا منه تتبع الخلل الجيني الذي يعاني منه الطفل. وبالفعل، اكتشف البروفيسور أسرف وفريقه البحثي من التخنيون أن نسختي جين PCFT (المتبرع بها من الأب والأم) للطفل تحتويان على نفس الطفرة (طفرة متماثلة اللواقح).

تجدر الإشارة إلى أن والدي الطفل هما أبناء عمومة من الدرجة الأولى يحملون الطفرة ولكنهم غير مصابين بالمرض. تزيد هذه الحقيقة بشكل كبير من احتمالية إنجاب ذرية مريضة ورثت الطفرة من كلا الوالدين. وتم إدخال الطفرة الجديدة التي حددها باحثو التخنيون في جين PCFT من شخص سليم باستخدام أساليب الهندسة الوراثية. أدى إدخال الجين PCFT من شخص سليم إلى الخلايا إلى امتصاص حمض الفوليك بكفاءة عالية، في حين أن الخلايا التي تم إدخال الجين المعيب من الطفل المريض فيها، كانت خالية من أي قدرة على امتصاص حمض الفوليك. "هذه النتائج أكدت فرضيتنا القائلة بأن الطفرة المكتشفة حديثا في جين PCFT تؤدي إلى شلل كامل لنشاط البروتين المسؤول عادة عن امتصاص حمض الفوليك من الأمعاء الدقيقة إلى الدم، وبالتالي النقص الشديد في حمض الفوليك يشرح البروفيسور أشرف: "الحمض الموجود في الدم والسائل الشوكي للطفل المريض".

كشف النهج المعلوماتي الحيوي الذي شمل بناء نموذج ثلاثي الأبعاد للبروتين المعيب، والذي أخذه الباحثون مع الدكتور فابيان جلازر من كلية الأحياء في التخنيون، عن مواقع أساسية في بروتين PCFT والتي تعتبر مهمة لنشاط امتصاص حمض الفوليك. . باستخدام أساليب مبتكرة في علم الوراثة الدوائي، تضع هذه الدراسة الأسس للتنبؤ بالاضطراب المحتمل في امتصاص حمض الفوليك الذي قد تسببه الطفرات والتغيرات الأخرى (مثل تعدد الأشكال) لدى الأفراد الأصحاء أو المرضى. ويؤكد البروفيسور أشرف أن "هذا يمهد الطريق للاكتشاف المبكر والاستشارة الوراثية بالإضافة إلى الأساليب العلاجية المبتكرة في مرض HFM مما سيقلل بشكل كبير من معدلات الإصابة بالمرض والوفيات الناجمة عن هذا المرض".

تحتوي الأوراق الخضراء على نسبة عالية من حمض الفوليك

اسم حمض الفوليك (حمض الفوليك) مشتق من الاسم اللاتيني Folia والذي يعني الأوراق. في الواقع، الأوراق الخضراء غنية بهذا الفيتامين الذي ينتمي إلى عائلة فيتامين ب. الثدييات، بما في ذلك البشر، غير قادرة على إنتاج حمض الفوليك، وبالتالي يجب أن تمتصه من الطعام. كما ذكرنا، فإن الخضار الورقية الخضراء مثل السبانخ والخس والبروكلي بالإضافة إلى الأطعمة الأخرى مثل الكبد غنية بحمض الفوليك. الجرعة اليومية الموصى بها من حمض الفوليك والتي يجب أن نحصل عليها هي 400 ميكروغرام. حمض الفوليك ضروري للغاية لتشكيل النيوكليوتيدات التي هي اللبنات الأساسية للمادة الوراثية، الحمض النووي. في حالة الغياب أو النقص الشديد في حمض الفوليك، لن يتم تكوين ما يكفي من هذه العناصر البنائية، ولن يتم تكوين المادة الوراثية، ونتيجة لذلك، لن يتمكن نخاع العظم من إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء والدم البيضاء الجديدة. مما سينتهي بفشل نظام الدم ونقل الأكسجين، بالإضافة إلى فشل الجهاز المناعي القائم على نشاط خلايا الدم البيضاء.

علاوة على ذلك، يعد حمض الفوليك فيتامينًا أساسيًا لتطور الجهاز العصبي المركزي للجنين والطفل. في الواقع، في السنوات الأخيرة، ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن النساء اللاتي تناولن حمض الفوليك قبل الحمل وكذلك أثناء الحمل يتمتعن بحماية واضحة ضد ولادة أطفال يعانون من عيوب خلقية في الجهاز العصبي المركزي. وأدت هذه النتائج إلى إضافة حمض الفوليك إلى الخبز وحبوب الإفطار. كما أن حمض الفوليك ضروري عند البالغين للوقاية من أمراض الأوعية الدموية التاجية وكذلك تصلب الشرايين، لأنه في حالة نقص حمض الفوليك في الدم تتكون تركيزات عالية من الهوموسيستين، والذي يعرف باسم مادة ضارة بالخلايا البطانية التي تشكل الأوعية الدموية.

تعليقات 2

  1. إذا أحضرت لهم تركيبة هل يمكنهم إخباري إذا كانت تحتوي على جميع المكونات؟ قرأت منذ يومين أنه لا يوجد أوميغا 3 و6 في شافامتران في جميع المراحل - كيف يمكنني التحقق من ذلك؟

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.