يوجد في الدماغ مجموعة فريدة من الخلايا، التي تطلق إشارات كهربائية في مصفوفات سداسية مثالية في الفضاء. منذ اكتشاف هذه "الخلايا الشبكية" في الفئران عام 2005، يحاول العلماء فهم أسباب ظاهرة نمط إطلاق النار السداسي غير المعتاد. تشير دراسة جديدة في معهد وايزمان للعلوم إلى الإجابة: تثبت نتائج البحث أن أحد النموذجين الرئيسيين المقترحين لنشاط الخلايا الشبكية في الفئران غير صالح لثديي آخر - الخفافيش. وقد نشرت الدراسة مؤخرا في مجلة الطبيعة العلمية.
وتقع الخلايا الشبكية في منطقة تسمى "القشرة الشمية الداخلية"، وتقوم بإطلاق إشارات كهربائية عندما يتحرك الحيوان في الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد العلماء أن الخلايا الشبكية تتواصل مع خلايا في المنطقة المجاورة تسمى "خلايا المكان" - وهو نوع آخر من الخلايا العصبية الموجودة في منطقة من الدماغ تسمى الحصين، والتي تكون تفاعلاتها مع الخلايا الشبكية مسؤولة عن تحديد الموقع في الفضاء: تشكل الخلايا الشبكية ما يشبه الشبكة السداسية، التي من خلالها يقوم الدماغ برسم خريطة للبيئة الخارجية، بينما تكون "الخلايا المكانية" مسؤولة عن تحديد مواقع محددة.
وأظهرت النتائج التي توصلوا إليها أن الخلايا الشبكية للخفافيش أطلقت في ترتيب سداسية ذات خصائص مماثلة تقريبا لتلك الموجودة في الفئران. في المقابل، كان نمط التقلبات الزمنية مختلفًا تمامًا: فبدلاً من الموجات المستمرة، شوهدت أجزاء قصيرة من النشاط الكهربائي في أدمغة الخفافيش، مع فترات أطول من الصمت بينهما - وهي النتائج التي تناقضت مع النموذج القائم على التقلبات.
تعليقات 2
الفرضية - من الممكن أن يتم رسم الخرائط المكانية في الخفافيش (بواسطة الخلايا الشبكية) فقط عندما تقوم بتنشيط السونار الخاص بها والذي تستخدمه لرسم خريطة المساحة المحيطة بها وبالتالي لا تعمل خلاياها الشبكية في تذبذبات مستمرة. بالمقارنة مع الفئران، عندما تتحرك في الفضاء، فإنها تقوم بتخطيط الفضاء بشكل مستمر عن طريق البصر واللمس والشم، وما إلى ذلك.
إن رفض أحد النماذج لا يعزز أو يؤكد صحة نموذج آخر.