ضرب كويكب عملاق أستراليا قبل 11 مليون سنة - ولكن أين تقع الحفرة؟

باحثون يكتشفون حقلاً زجاجياً نادراً في جنوب أستراليا، دليلاً على تصادم قوي لم يتم تحديده من قبل

**ترجمة:** التكتيتات المكتشفة حديثًا، أو "الزجاج الكوني". حقوق الصورة: رسائل علوم الأرض والكواكب.
التكتيتات المكتشفة حديثًا، أو "الزجاج الكوني". حقوق الصورة: رسائل علوم الأرض والكواكب

مجال غير عادي من الزجاج

اكتشف باحثون من جامعة كيرتن في أستراليا، بالتعاون مع جامعة إيكس مرسيليا في فرنسا، أدلةً على اصطدام كويكب كبير وقع قبل حوالي 11 مليون سنة. وخلافًا للحالات المألوفة التي تُسجَّل فيها بقايا الاصطدام في الفوهات، فإن الدليل الوحيد هنا هو حقل جديد من التكتيتات، وهي مواد زجاجية طبيعية تتشكل نتيجة ذوبان الصخور السطحية أثناء اصطدام كويكب.

تتميز التكتيتات المكتشفة في جنوب أستراليا بتركيب كيميائي فريد، وتختلف عن أي تكتيت معروف حتى الآن. يقول البروفيسور فريد جوردان من كلية علوم الأرض والكواكب بجامعة كيرتن: "هذه أشبه بكبسولات زمنية صغيرة من الماضي الجيولوجي للأرض".

ما هي التكايتات؟?

تتشكل التكتيتات - أو كما يُطلق عليها شعريًا "الزجاج الكوني" - عندما تُذيب طاقة اصطدام كويكب سطح الأرض، فتُقذف المادة المنصهرة إلى ارتفاعات هائلة قبل أن تتصلب مجددًا على شكل زجاج. تُشتت هذه العملية التكتيتات على بُعد مئات أو حتى آلاف الكيلومترات من موقع الاصطدام.

حُددت أربعة حقول تكتيت رئيسية سابقًا: الحقل الأسترالاسي (أكبرها، قبل 780 عام)، والحقل الأمريكي الشمالي، والحقل الأفريقي الغربي، والحقل التشيكوسلوفاكي. والآن، أُضيف حقل خامس - فريد من نوعه في أستراليا، تشكّل نتيجة تصادم لم يُحدَّد بعد.

لغز: أين الحفرة؟?

يثير هذا الاكتشاف سؤالاً مُقلقاً: إذا كان هذا بالفعل اصطدام كويكب بهذه القوة، فلماذا لم يُعثر على أي حفرة؟ يُشير البروفيسور جوردان إلى أن الحفرة ربما تكون قد غطتها طبقات من الرواسب بمرور الزمن، أو تآكلت بفعل النشاط الجيولوجي. وهناك احتمال آخر وهو أن يكون الاصطدام قد حدث على طول قوس بركاني قديم، مما أدى إلى إخفاء البنية الأصلية بفعل النشاط التكتوني.

تقول الباحثة الرئيسية آنا موسولينو، طالبة الدكتوراه في جامعة إيكس-مارسيليا: "إن وجود هذه الصخور التاكتيتية الفريدة يُشير بوضوح إلى حدث لم نكن نعرفه من قبل". وتضيف: "إن تركيبها الكيميائي غير الاعتيادي، بالإضافة إلى عمرها الذي يبلغ 11 مليون سنة، يُميزها عن أي مجموعة معروفة من الصخور التاكتيتية".

تختلف التكتيتات الجديدة عن المجال الأسترالي الشهير، الذي تشكّل قبل حوالي 780 عام وامتدّ على نصف الكرة الأرضية. وبينما يُعرف المجال الأسترالي جيدًا ويُدرَس بعمق، يُشير المجال الجديد إلى تصادم منفصل تمامًا - سابق، وربما كان مدمرًا أيضًا على نطاق إقليمي.

كيمياء غير عادية

الدراسة التي نشرت في المجلة رسائل علوم الأرض والكواكبيشير ذلك إلى أن التكتيتات تحتوي على بصمات كيميائية لم تُرصد من قبل، مما يدل على أصل جيولوجي مختلف وظروف قاسية للغاية وقت الاصطدام. ويؤكد البروفيسور جوردان: "إنها تروي لنا قصة جديدة عن تاريخ الأرض".

دراسة اصطدامات الكويكبات ليست مجرد مسألة تتعلق بعلم الآثار الكوكبية، بل هي أيضًا ضرورية لفهم المخاطر التي تهدد مستقبل البشرية. لقد حدثت اصطدامات عملاقة عدة مرات عبر تاريخ الأرض، وأشهرها اصطدام تشيكشولوب في المكسيك قبل 66 مليون سنة، والذي ساهم في انقراض الديناصورات.

يقول موسولينو: "كلما فهمنا تاريخ الاصطدامات بشكل أفضل، زادت قدرتنا على تقييم المخاطر المستقبلية. قد تكون هذه الأحداث نادرة الحدوث على نطاق عمر الإنسان، ولكنها على مدى ملايين السنين جزء من روتين النظام الشمسي".

قالت إن هذا الاكتشاف "يفتح فصلاً جديداً في التاريخ الدرامي للأرض". ويشير إلى احتمال وجود اصطدامات كبرى أخرى لم تُكتشف بعد، مخفية تحت السطح أو مفقودة في تشابك الجيولوجيا القديمة.

نُشرت الدراسة في 29 أغسطس 2025:
"حقل جديد من التكتيت في أستراليا تم قذفه من فوهة بركان قوسية منذ 11 مليون سنة"

المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:

תגובה אחת

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismet لتصفية التعليقات غير المرغوب فيها. مزيد من التفاصيل حول كيفية معالجة المعلومات الواردة في ردك.