تغطية شاملة

ومن المحتمل أن يعود العصر الجليدي بعد 15,000 ألف عام

تحليل الحفر الذي تم إجراؤه في القارة القطبية الجنوبية يحدد "فترة الانتظار" للسيطرة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ويحذر العلماء: عدم السيطرة سيقرب النهاية

يقوم العلماء بسحب عينة الجليد في القارة القطبية الجنوبية لاختبارها

يثير فيلم "The Day After Tomorrow" ضجة في الولايات المتحدة الأمريكية، فهو يقدم سيناريو مرعب يدخل فيه العالم إلى عصر جليدي جديد، بعد عاصفة عملاقة تسببت في ظاهرة الاحتباس الحراري. وتقدر دراسة نشرها باحثون من عشر دول أوروبية، في العدد الأخير من مجلة نيتشر، أن العصر الجليدي القادم ليس قريبا إلى هذا الحد. ووفقا لهم، سيتمتع الجنس البشري بـ 15 ألف سنة أخرى من المناخ المريح، فقط إذا تمكن من التحكم في كمية ثاني أكسيد الكربون التي ينبعثها في الغلاف الجوي.

تمر الأرض بدورات العصور الجليدية. تسود فترات دافئة بينهما. يستمر كل عصر جليدي حوالي 100 ألف سنة. تستمر الفترة الدافئة حوالي عشرة آلاف سنة. بدأت الفترة الدافئة التي نعيشها منذ 12 ألف سنة. ولهذا السبب يعتقد بعض العلماء أن العصر الجليدي القادم قريب.

وقد تعاون العديد من الباحثين لاختبار هذا الادعاء، حيث قاموا بالحفر عميقًا للغاية في إحدى القمم الجليدية في القطب الجنوبي. والسبب في ذلك هو الخاصية الخاصة للجليد: فهو يحافظ على تركيزات الغازات التي كانت موجودة في الغلاف الجوي وقت تشكله، مثل تركيز ثاني أكسيد الكربون. وبعد ثماني سنوات من التحضيرات والحفر على عمق ثلاثة كيلومترات، تم استخراج عينات جليدية توثق ما حدث في الغلاف الجوي قبل نحو 740 ألف سنة.

يريد العلماء الحفر بشكل أعمق

ويظهر تحليل العينات أنه خلال الـ 740 ألف سنة الماضية، مرت الأرض بثمانية عصور جليدية (تسمى العصور الجليدية) وثمانية عصور دافئة (تسمى العصور الجليدية). كما تبين أننا، من حيث تركيزات الغاز، نعيش في فترة تذكرنا بالظروف التي كانت سائدة على الأرض قبل 430 ألف سنة. وبحسب الباحثين، فإن السمة البارزة لتلك الفترة هي الاستمرار الطويل للفترة الدافئة، بين العصور الجليدية - 28 ألف سنة، وليس عشرة آلاف فقط. ومن هذا يستنتج الباحثون أن المناخ المريح السائد اليوم قد يستمر لمدة 15 ألف سنة أخرى على الأقل.

ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن تحليل العينات يظهر أنه في كل مرة يبدأ عصر جليدي جديد، يحدث تغير كبير في كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. معدل ثاني أكسيد الكربون هو أعلى مستوى يومي منذ 440 ألف سنة. ولذلك فإن التقييم بأن العصر الجليدي القادم بعيد هو تقييم مشروط. إن انبعاث غازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي من قبل البشر قد يؤدي إلى تقصير كبير في وقت المناخ الملائم في العالم.

ويخطط العلماء الآن لحفر 100 متر أخرى. المشكلة أن موقع الحفر يعتبر من أصعب المواقع في العالم؛ تحدث العواصف الثلجية الشديدة هناك ويبلغ متوسط ​​درجة الحرارة 54 درجة تحت الصفر. ولهذا السبب اقتصر الحفر على شهرين في السنة - ديسمبر ويناير. وإذا تمكن الباحثون من الحفر بشكل أعمق، فسيكون لديهم عينات جليدية تشكلت قبل حوالي 900 ألف سنة وربما أكثر.

للحصول على الأخبار في بي بي سي

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.