تغطية شاملة

غسيل الدماغ - "تمرين الدماغ" - هل هو مفيد؟

تعد "صالات الألعاب الرياضية" على الإنترنت بتحسين قدراتك العقلية - فهل هناك أي تغطية لهذا الوعد؟

تمرين الدماغ
تمرين الدماغ

بواسطة: اسحق فارنيس

شهدنا في السنوات الأخيرة ظاهرة جديدة: برمجيات تمرين الدماغ. قد لا تتطلب منك صالات الألعاب الرياضية هذه الخروج من أريكتك (أو كرسي الكمبيوتر)، ولكنها بالتأكيد تتطلب وقتك وأموالك. تعد مواقع الويب مثل cognifit وLumosity وSharp Brains وVivoous Mind وغيرها الكثير بتحسين مجموعة متنوعة من الأداء المعرفي، بدءًا من الذاكرة وانتهاءً بالمنطق. هل فعلاً تعمل البرامج على تحسين النشاط العام للدماغ؟

في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن العشرين، أجرى ثلاثة باحثين من جامعة هارفارد، هابل، ويزل، وليوي، تجربة بارعة في بساطتها. أخذوا القرود مباشرة بعد ولادتهم وحتى ستة أيام بعد ولادتهم وأغلقوا إحدى أعينهم لمدة ثلاثة أسابيع. وعندما فتحوا العين المغلقة كانت أعمى وبقيت كذلك لبقية حياة القرد. وتبين أن العين المفتوحة التي كانت نشطة، سيطرت على منطقة الدماغ التي كانت ترتبط عادة بالعين المغلقة. وإذا تكررت هذه التجربة على القرود البالغة من العمر ثلاثة أشهر، فإن إغلاق عين واحدة لا يضعف الرؤية في تلك العين. أظهرت هذه التجارب وغيرها الكثير أن تطور الروابط بين الخلايا العصبية في الدماغ، أي المشابك العصبية، لا يتحدد فقط من خلال برنامج وراثي، ولكن أيضًا من خلال مستوى النشاط في المسارات العصبية. وفي العقود الأخيرة، وجدوا أن قوة الوصلات المتشابكة بين الخلايا العصبية ليست ثابتة. تتقوى الروابط المشبكية عندما يكون المشبك العصبي نشطًا، وتضعف عندما يكون غير نشط، وهي ميزة أُطلق عليها اسم "ليونة الدماغ"، أي القدرة على إعادة تشكيله. اتضح أن عمليات التعلم والذاكرة والعمليات المعرفية تنطوي على تنشيط وتقوية المشابك العصبية. أدت هذه النتائج إلى فكرة أنه كلما قمنا بتنشيط الدماغ، كلما كان أداءه أفضل.

وكانت الفكرة أنه مثلما تعمل التمارين البدنية على تقوية عضلات الجسم (بما في ذلك عضلة القلب)، وكما أن زيادة تنشيط الدورة الدموية تعمل على تحسين تدفق الدم وشرب الماء يحسن وظائف الكلى، فإنه سيكون من الممكن تحسين عمليات التعلم. الذاكرة والتفكير والعمليات المعرفية الأخرى من خلال تمارين تدريب الدماغ. وهذا هو أساس صناعة "الجيم": تمارين حاسوبية متنوعة من المفترض أن تنمي القدرة على التفكير وتحليل النظم والقدرة على التعلم والذاكرة وما إلى ذلك.

في تمارين العضلات الصورة بسيطة. ونحن نعلم أن تمرين عضلة واحدة فقط يقوي تلك العضلة دون غيرها. على سبيل المثال، تمارين تقوية عضلات الصدر لا تقوي عضلات الساق. هل يعمل نفس المبدأ أيضًا في تدريب الدماغ؟ هل زيادة التنشيط لمسار دماغي واحد عن طريق نوع معين من التمارين سيعزز تلك السمة فقط أم سيقوي أيضًا سمات أخرى مرتبطة بمسارات دماغية أخرى؟ وبشكل عام، ما هي التمارين المناسبة لتمرين الدماغ، إذ أننا لا نعرف ما هي الآليات الأساسية المرتبطة بالعمليات المعرفية؟

في يونيو 2010، تم نشر مقال يتناول تدريب الدماغ في مجلة الطبيعة العلمية المرموقة. قامت مجموعات من الباحثين من جامعات كامبريدج ولندن وماكماستر باختبار تأثير "تمارين الدماغ" على القدرة على التعلم والذاكرة والتعلم الترابطي والمنطق. شارك في التجربة 11,430 شخصًا من مختلف الأعمار ودون أي عمليات اختيار خاصة. تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: مجموعتان، كان لدينا في كل منهما 4,000 شخص، قاموا بأداء سلسلتين مختلفتين من التمارين، بينما المجموعة الثالثة لم تقم بأي تمارين على الإطلاق. تم تقييم جميع المشاركين من خلال تمارين مختلفة في اليوم الأول للتجربة وبعد ستة أسابيع، قام خلالها أفراد المجموعات الأولى "بالتمرين" لمدة نصف ساعة ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل. وأظهرت نتائج الدراسة أن المتدربين تحسنوا فقط في التمرين الذي مارسوه وليس في أداء التمارين الأخرى. ولم يتم العثور على اختلافات في قدرة الأداء العام للدماغ بين المجموعتين اللتين قامتا بالتمارين والمجموعة الضابطة التي لم تمارس الرياضة. ولذلك خلص الباحثون إلى أن الممارسة لمدة ستة أسابيع لا تحسن القدرة العامة للدماغ. يُظهر هذا البحث، على الأقل حتى الآن، أن تمارين الدماغ كما يتم تقديمها في "صالات ألعاب الدماغ" أو في التمارين الموجودة على الإنترنت لا تحسن أداء الدماغ بشكل عام. ويحذر الباحثون من أن سنوات من ممارسة تمارين الدماغ قد تحسن الإدراك، ولكن لم يتم اختبار ذلك.

ولكن ما الذي يمكن أن يكون مفيدًا؟ هناك دراسات تظهر أنه لدى الأشخاص الذين يمارسون نشاطًا فكريًا طويل الأمد لسنوات، فإن القدرة على التعلم والتفكير وتحليل المشكلات تتجاوز قدرة الأشخاص الذين لا يمارسون نشاطًا فكريًا بشكل عام.

يتسحاق فيرنز هو أستاذ في قسم علم الأعصاب في الجامعة العبرية في القدس، ومؤسس الجمعية الإسرائيلية لعلم الأعصاب ومؤسس مختبرات بلمونت للشباب في القدس.

تعليقات 4

  1. ما هي العبقرية في تجربة سيئة تسيء إلى القرود في يومهم؟ أنا أفهم أن التجربة مدعومة من قبل العلم، ولكن عندما تكتب عنها، حاول ألا تتحمس مثل طفل صغير. انه سخيف.

  2. آبي، أنقذينا من هجمة إعلانات الريتالين التجارية في وايانت

    وتنشر الدراسة التي صدرت هذا الأسبوع في مجلة لانسيت حول تغيير التغذية لدى الأطفال والقضاء على اضطرابات الانتباه

    خلال 5 أسابيع في ثلثي الأطفال

    http://www.dutchnews.nl/news/archives/2011/02/special_diet_helps_twothirds_o.php

    يوجد رابط للدراسة الأصلية في نص المقالة

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.