تغطية شاملة

تتبنى الخلايا السرطانية خصائص الخلايا الجذعية لذلك العضو، مما يؤدي إلى تسريع انتشار النقائل

1. يصبح سرطان القولون قاتلاً بمجرد انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى في الجسم، وخاصة الكبد. اكتشف باحثون من معهد وايزمان الجين الذي يتحكم في معدل انتشار النقائل

التصوير ثلاثي الأبعاد لخلايا سرطان القولون. الرسم التوضيحي: شترستوك
التصوير ثلاثي الأبعاد لخلايا سرطان القولون. الرسم التوضيحي: شترستوك

ويتم لاحقًا تثبيط التعبير عن جينات معينة - التي تدفع انتشار الأورام السرطانية في المراحل المبكرة من المرض. وهذا إجراء ضروري لاستمرار تقدم السرطان. وأظهر البروفيسور أفري بن زيف، من قسم بيولوجيا الخلايا الجزيئية في معهد وايزمان للعلوم، أنه في المراحل المتأخرة من سرطان القولون، تتراجع الخلايا السرطانية خطوة كبيرة إلى الوراء، بحيث تكون بعض أنماط التعبير الجيني الخاصة بها تشبه بشكل واضح تلك الموجودة في الخلايا الجذعية السليمة في الأمعاء.

ويصبح سرطان القولون قاتلاً بمجرد انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى في الجسم، وخاصة الكبد. اكتشف البروفيسور بن زيف وأعضاء مجموعته في السابق طفرة، وجدت في 80٪ من هذا السرطان، مما يؤدي إلى زيادة التعبير عن الجين المسمى L1 - خاصة في الخلايا التي تكون في طليعة انتشار النقائل. الدراسة الحالية، التي بدأت بسبب الرغبة في فهم معنى هذا التعبير الجيني، دفعت مجموعة البحث إلى التعمق في جين آخر - يسمى SMOC-2 - له تأثيرات بعيدة المدى على انتشار النقائل الكبدية.
ودرس العلماء على فئران نموذجية دور هذا الجين في عملية خلق نقائل سرطان القولون في الكبد. ووجدوا أن L1 يسبب زيادة في التعبير عن جين SMOC-2 في الخلايا التي تشكل النقائل. بعد ذلك، قاموا بزيادة مستوى SMOC-2 بشكل مصطنع في خلايا سرطان القولون المشتقة من الإنسان. ونتيجة لذلك، زاد النشاط المؤدي إلى تطور النقائل. ومن ناحية أخرى، فإن تثبيط هذا الجين يمنع تكوين النقائل.

ولكن ما هي وظيفة هذا الجين؟ يرمز SMOC-2 للبروتين الذي تفرزه الخلايا، ويساعد على زيادة حركة الخلايا. ومن الواضح أن هذا الجزيء يساعد على تمييز الخلايا الجذعية للانفصال عن جيرانها في الجزء السفلي من "لفائف" الأمعاء، والتحرك نحو تجويف الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنه من خلال تنشيط SMOC-2 في خلايا سرطان القولون، يمكن للخلايا "مغادرة المنزل"، وتكون الحركة الخلوية اللازمة لتكوين النقائل ممكنة. يقول البروفيسور بن زيف: "تدعم هذه الدراسة فكرة أنه من الممكن أنه مع تطور السرطان، تتبنى بعض خلاياه نمطًا من التعبير الجيني مشابهًا لنمط الخلايا الجذعية من الأمعاء". وأظهرت دراسة أخرى أجريت في مختبر البروفيسور بن زيف، والتي ركزت على العلاقات المتبادلة بين SMOC-2 والجينات الأخرى، أن الخلايا السرطانية النقيلية من الأمعاء البشرية تتبنى العديد من خصائص الخلايا الجذعية الطبيعية للأمعاء.

ويأمل البروفيسور بن زيف أن تشير الأبحاث المستقبلية إلى الطرق الممكنة للتدخل في نشاط الجينات مثل SMOC-2، والحد من عملية انتشار النقائل. ويضيف: "بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام أنماط التعبير عن SMOC-2 كعلامة فعالة وموثوقة للكشف المبكر عن نقائل سرطان القولون لدى البشر".

תגובה אחת

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.