تغطية شاملة

تشارلز داروين في أول شخص

من مقدمة الطبعة العبرية لكتاب أصل الأنواع لتشارلز داروين، ترجمة وإضافة مقدمة بقلم: شاؤول أدلر، دار نشر الموساد بياليك، القدس 1965، الطبعة الثالثة، 1997

تشارلز داروين

أثناء خدمتي كعالم طبيعة أعيش على متن سفينة جلالة الملك "بيجل"، تفاجأت كثيرًا بحقائق معينة، تتعلق بانفجار الحيوانات التي تسكن أمريكا الجنوبية والعلاقات الجيولوجية لسكانها، في الحاضر والماضي، مع بعضهم البعض . وهذه الحقائق، كما سنرى في الفصول اللاحقة من هذا الكتاب، بدت لي وكأنها تلقي بعض الضوء على أصل الأنواع الحيوانية – وهذا هو سر الأسرار، كما برأها أحد أعظم فلاسفتنا. وعندما عدت إلى منزلي عام 1837، بدا لي أنه ربما يمكن طرح شيء ما حول هذه القضية، إذا قمت بجمع الحقائق بجميع أنواعها التي يمكن أن تكون ذات صلة بهذا الأمر ونظرت إليها. وبعد خمس سنوات من العمل، سمحت لنفسي بتحرير أفكاري حول هذا الموضوع، وكتبت أشياء قصيرة، وفي عام 1844 عدت ووسعتها إلى عناوين فصول الاستنتاجات، والتي بدت لي قريبة من المعرفة في هذا الوقت؛

ومنذ ذلك الحين وأنا أتابع هذا الأمر دائمًا. وأرجو ألا يعتبر ذكر هذه التفاصيل الشخصية ظلماً بالنسبة لي، حيث إنني لم أحضرها إلا لإثبات أنني لم أكن في عجلة من أمري للتوصل إلى نتيجة.

وهنا الآن (1859) يقترب عملي من الاكتمال، ولكن بما أنني لا أزال بحاجة إلى سنوات عديدة لإكماله وأنا بعيد عن خط الصحة المثالية، فقد سارعت إلى نشر هذا الملخص للأشياء وخاصة أنني استيقظت للقيام بذلك لذا، بما أن السيد والاس (والاس) الذي يدرس الآن الحيوانات في منطقة جزر الملايو، قد توصل إلى استنتاجات، مفادها أنه لا يوجد شيء تقريبًا بينها وبين تلك التي وصلت إليها حول أصل الأنواع، ولا شيء. في عام 1858، أرسل لي خطابًا حول هذا الأمر، وطلب مني إرساله إلى السير شارلمان ليل، الذي أعطاه لشركة تدعى لينيوس؛ سيتم نشر هذا المقال في المجلد الثالث من مجلة الشركة. لقد شرفني السير تشارلز ليل والدكتور هوكر، اللذان عرفا بحثي، منذ أن قرأه الدكتور دوكر في عام 1844، برأيهما ونصائحهما، بأنه من المناسب نشر بضعة فصول قصيرة من المخطوطة جنبًا إلى جنب مع الفصل الممتاز للسيد والاس. كتابة. وهذا المقتطف الذي أقوم بنشره الآن هو بالضرورة غير كامل، ولا أستطيع أن أذكر هنا أمثلة عن أماكن ومصادر لبعض كلماتي؛ وأنا على ثقة من أن يثق القارئ في دقته، ولا شك أن هناك أخطاء هنا وهناك، ورغم أن أملي كان معي، إلا أن حذري كان دائما بيدي، ولم أعتمد إلا على المصادر الجيدة.
لا أستطيع أن أشك على الإطلاق في أن الرأي الذي قبله معظم علماء الطبيعة وأيضا من قبل

وقد شاهدت هذا عن كثب، وهو أن كل نوع خلق لنفسه دون علاقة بغيره، وذلك بخطأ جوهري. أنا أؤمن بشدة أن الأنواع ليست ثابتة؛ لكن الذين هم أعضاء في هذا الشيء، ويطلق عليهم اسم الجنس، هم ذرية أنواع أخرى، وقد ضم أكثرها، وهذا بالضبط كالأصناف المعروفة لأي نوع، وهي ذرية هذا. صِنف. عدا عن ذلك فأنا على قناعة بأن التوضيح الطبيعي كان أهم أداة (تغيير وتعديل)، لكنه ليس الوحيد.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.