تغطية شاملة

يمكن أن تؤثر التغيرات المناخية الدورية في المحيط الأطلسي على حالات الجفاف في المناطق البعيدة عنه

ووجد الباحثون ومن بينهم الدكتور شلوميت باز من جامعة حيفا، أن فترة الجفاف الطويلة التي ضربت منطقة الساحل الإفريقي في الثلث الأخير من القرن العشرين مرتبطة بالتغيرات في درجة حرارة شمال المحيط الأطلسي

الجمال بالقرب من حفرة المياه في صحراء الساحل
الجمال بالقرب من حفرة المياه في صحراء الساحل
التغيرات الدورية في درجات الحرارة والضغط الجوي في شمال المحيط الأطلسي تؤثر على حالات الجفاف في منطقة الساحل على أطراف الصحراء الكبرى في القارة الأفريقية - بحسب دراسة دولية أجراها باحثون من جامعة حيفا وهيئة الأرصاد الجوية الفرنسية والجامعات الأمريكية كولومبيا في نيويورك وكاليفورنيا في سان دييغو. ونشرت الدراسة في المجلة العلمية Atmospheric Science Letters الصادرة عن الجمعية الملكية للأرصاد الجوية البريطانية.
إن تأثير تغير المناخ في منطقة واحدة يؤثر على مناطق بعيدة أمر معروف جيدًا في مجال أبحاث المناخ، حيث يتمثل التحدي في تحديد مواقعها وفهم عواقبها. في الدراسة الحالية، قام الباحثون ومن بينهم الدكتور شلوميت باز من قسم الجغرافيا والدراسات البيئية في جامعة حيفا، بتحليل العديد من العوامل المناخية في شمال المحيط الأطلسي طوال القرن العشرين، بما في ذلك الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر و درجة حرارة سطح البحر. ووجدوا أن هناك إشارتين - "موجات" من السلوكيات (زيادة الضغط وانخفاض درجة الحرارة - والعكس) - تتكرران بطريقة دورية: دورة واحدة تكرر نفسها كل 20 سنة والأخرى تكرر نفسها كل 40-8 سنة. سنين.
ولتأكيد النتائج، أجرى الباحثون مقارنات مع التقلبات المناخية كما لوحظت من دراسة المرجان وحلقات الأشجار، والتي من خلالها يمكن إعادة بناء قيم درجات الحرارة لمئات السنين الماضية، وفي هذه الحالة تم أيضًا إعادة بناء الإشارات مُكتَشَف.
وفي المرحلة الثانية، حدد الباحثون وجود علاقة بين الموجات الدورية وحالات الجفاف في منطقة الساحل: عندما يبرد المحيط، يحدث جفاف في هذه المنطقة، وعندما يسخن المحيط، يعود المطر إلى المنطقة. واكتشف الباحثون أيضًا أنه خلال الفترات التي ساد فيها الجفاف في منطقة الساحل، حدث انخفاض في شدة الأعاصير في المحيط الأطلسي والعكس صحيح.
وفقا للدكتور باز، هذه ليست مجرد دراسة نظرية. عانت منطقة الساحل من جفاف طويل دام أكثر من عشرين عاما من السبعينيات إلى منتصف التسعينيات، وهو الجفاف الذي تسبب في أزمات بيئية واجتماعية عميقة، بما في ذلك المجاعة، وهجر سكان المنطقة للمنطقة، والصراعات العرقية، وأكثر من ذلك. وفي عام 20، أعلنت الأمم المتحدة أن الوضع في دارفور تأثر بسلسلة موجات الجفاف في منطقة الساحل والمناطق المحيطة بها.
ومن مساهمات هذا البحث قدرته على توفير المعلومات لبناء النماذج المناخية وبالتالي تحسين توقعاتها. والآن يقوم الباحثون بالتحقق مما إذا كان النشاط البشري المعاصر يضخم هذه الظواهر ويدرسون تأثير الإشارات المكتشفة على مناخ أوروبا اليوم. ووفقا لهم، فإن الخلل الحراري الناجم عن المدن يجعل البحث أكثر صعوبة. واليوم، نفهم أكثر فأكثر أن المحيطات تلعب دورًا مهمًا في "الذاكرة المناخية" للأرض. وبمجرد أن نعرف الإشارات الطبيعية، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل كيفية ارتباط العنصر البشري بتغير المناخ. وأشار الدكتور باز.

تعليقات 3

  1. أتذكر أنني قرأت في مكان ما أن العصر الجليدي الصغير في أوروبا قد يكون مرتبطًا بطريقة أو بأخرى بالتغير في درجة الحرارة والتيارات في المحيط الأطلسي.

  2. ووفقا للمنطق القائل بأنه كلما كان الجو أكثر دفئا، زاد تبخر المحيطات ويجب أن يكون المناخ رطبا، ولكن تبين أن المستوى العالي من الإشعاع الشمسي يتبخر كمية من الماء في الغلاف الجوي أكبر من درجة حرارة المحيطات. المطر في المناطق الجافة

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.