تغطية شاملة

عقار تجريبي لمرض الزهايمر قد يساعد الأطفال المصابين بالتوحد

اكتشف باحثون من جميع أنحاء العالم بقيادة مجموعة من جامعة تل أبيب، ملامح تشبه مرض الزهايمر في دماغ طفل مصاب بالتوحد بعد وفاته

البروفيسور إيلانا جوزز. الصورة: جامعة تل أبيب
البروفيسور إيلانا جوزز. الصورة: جامعة تل أبيب

وجدت دراسة دولية واسعة النطاق أجرتها جامعة تل أبيب، بتوجيه من البروفيسور إيلانا غوزيس من قسم الوراثة الجزيئية البشرية والكيمياء الحيوية، رواسب من البروتين TAU (tau) المميز لمرض الزهايمر في الأنسجة المأخوذة من دماغ مريض. -طفل مصاب بالتوحد عمره عام بعد وفاته. وكان الطفل يعاني من متلازمة ADNP، وهي طفرة تسبب نقصًا في بروتين ADNP الضروري لنمو الدماغ، ويمكن أن تشمل خصائصه تأخرًا شديدًا في النمو، وإعاقة ذهنية، ومرض التوحد.

في ضوء النتائج، اختبر الباحثون عقارًا تجريبيًا يسمى NAP - تم تطويره لمرض الزهايمر - على الخلايا العصبية في نموذج لمتلازمة ADNP مع أعراض تشبه مرض الزهايمر. تكللت التجربة بالنجاح، وعادت الخلايا العصبية المتضررة إلى عملها الطبيعي.

تم إجراء البحث بالتعاون الوثيق مع باحثين من كلية بلافاتنيك لعلوم الكمبيوتر في جامعة تل أبيب، وباحثين من مركز شيبا الطبي ومجموعة متنوعة من المؤسسات البحثية في جميع أنحاء أوروبا: معهد التكنولوجيا الحيوية BIOCEV في جمهورية التشيك؛ جامعة أرسطو في سالونيك، اليونان، وجامعة أنتويرب في بلجيكا، والمستشفى الجامعي في زغرب، كرواتيا. تم نشر المقال في يوليو 2020 في مجلة الطب النفسي الانتقالي من الطبيعة.

يوضح البروفيسور غوزيس أن الدراسة الحالية تعتمد على أنسجة مأخوذة من دماغ صبي يبلغ من العمر 7 سنوات مصاب بمتلازمة ADNP، والذي توفي في كرواتيا. وعندما قارناها بأنسجة من دماغ شاب لا يعاني من متلازمة ADNP، وجدنا رواسب من بروتين تاو لدى الطفل، والذي يُعرف بأنه من سمات مرض الزهايمر.

وفي وقت لاحق، قام الباحثون بمعالجة الخلايا العصبية التالفة بمادة طبية تسمى NAP، والتي تم تطويرها في مختبر البروفيسور جوزيس وتهدف إلى استخدامها كعلاج لمرض الزهايمر. ويشير البروفيسور جوزيس إلى أن "NAP هو في الواقع جزء قصير من بروتين ADNP الطبيعي". "عندما أضفنا NAP إلى الخلايا العصبية التي تمثل طفرة في ADNP، عاد بروتين تاو ليرتبط بالهيكل الخلوي بشكل طبيعي، وعادت الخلايا إلى العمل بشكل طبيعي."

البروفيسور جوزيس: "إن حقيقة أن علاج NAP كان قادرًا على استعادة الخلايا الشبيهة بالخلايا العصبية المصابة بـ ADNP التالفة إلى وظيفتها الطبيعية يزيد من الأمل في إمكانية استخدام هذه المادة كعلاج لمتلازمة ADNP وعواقبها الوخيمة، بما في ذلك مرض التوحد. علاوة على ذلك: نظرًا لأن المتلازمات الجينية الأخرى المرتبطة بالتوحد تتميز أيضًا بخلل في بروتين تاو في الدماغ، فإننا نأمل أن يتمكن المصابون بهذه المتلازمات أيضًا من الاستفادة من علاج NAP في المستقبل. ومن المهم الإشارة إلى أن مادة NAP (وتسمى أيضًا CP201) حصلت على علامة "دواء لمرض يتيم" من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية - إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وهي اعتبارًا من اليوم في مراحل التحضير للتجربة السريرية. في الأطفال المصابين بمتلازمة ADNP من خلال الشركة التجارية Coronis Neurosciences.

وفي مرحلة أخرى من الدراسة، سعى الباحثون إلى توسيع فهم تأثيرات الطفرة التي تسبب متلازمة ADNP. ولتحقيق هذه الغاية، استخرجوا المادة الوراثية mRNA (الحمض النووي الريبوزي الرسول) من أنسجة الطفل المريض الذي مات، وقاموا بتحليل تعبيرات حوالي 40 بروتينًا لذلك الطفل، مشفرة بواسطة mRNA. تم أيضًا إجراء التسلسل الجيني الكامل لتحديد التعبير البروتيني في خلايا الدم البيضاء المأخوذة من ثلاثة أطفال آخرين مصابين بمتلازمة ADNP. تم إجراء دراسة متعمقة على جميع البيانات التي تم الحصول عليها في التسلسل الجيني باستخدام الأدوات الحسابية المتقدمة للمعلوماتية الحيوية. تمت مقارنة البيانات بقواعد البيانات الموجودة على الإنترنت الخاصة ببيانات التعبير البروتيني لدى الأشخاص الأصحاء، وبالتالي كشفت عن مجموعة متنوعة من الخصائص المشتركة بين الأطفال المرضى ولكنها تختلف تمامًا عن التعبير الطبيعي لتلك البروتينات.

ويخلص البروفيسور غوزيس إلى أن "معنى النتائج هو أن الطفرة التي تسبب متلازمة ADNP تدمر مجموعة واسعة من البروتينات الأساسية، والتي يرتبط الكثير منها ببروتين تاو، من بين أشياء أخرى، كما تلحق الضرر بوظيفته. هذه هي الطريقة التي يتم بها إنشاء ظواهر مرضية مختلفة في الدماغ (وأيضًا في الأنسجة الأخرى) للأطفال المصابين بمتلازمة ADNP، أحدها هو تكوين رواسب تاو، المعروفة باسم خصائص مرض الزهايمر. إن المعرفة الواسعة والمتعمقة التي اكتسبناها من خلال البحث الحالي تفتح الباب لمزيد من العمل البحثي الشامل والمتنوع. نأمل ونؤمن أننا في النهاية سنصل إلى الهدف: تطوير عقار أو عقاقير تساعد الأطفال المصابين بالتوحد الناتج عن الطفرات الجينية".

للمادة العلمية

المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:

תגובה אחת

  1. تساءلت متى عادوا إلى إسرائيل لتشريح الجثة لأغراض البحث، ولكن بعد ذلك تبين أن الطفل هو الذي مات في كرواتيا.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.