تغطية شاملة

الدماغ الإلكتروني سوف ينقذ الدماغ البشري

إن برامج مطابقة الأنماط، مثل تلك المستخدمة في المطارات للتعرف على الركاب، ستسمح للأطباء الذين يعالجون مرضى السكتة الدماغية بمعرفة من سيساعدهم دواء لتفتيت الانسداد في الأوعية الدموية ومن قد يسبب لهم الضرر

قد تساعد البرامج الجديدة التي تعتمد على مقارنة أنماط الصور الأطباء على التنبؤ بالمرضى الذين قد يعانون من آثار جانبية مميتة للسكتة الدماغية حتى في المراحل التي لا يشعرون بها.

توضيح نوعين من الأضرار التي تصيب الأوعية الدموية والتي تسبب السكتة الدماغية. الرسم التوضيحي: شترستوك
توضيح نوعين من الأضرار التي تصيب الأوعية الدموية والتي تسبب السكتة الدماغية. الرسم التوضيحي: شترستوك

البرنامج، الذي يحلل فحوصات الدماغ ويفحصها باستخدام نظام التعرف على الأنماط المشابه لذلك المستخدم في أمن المطارات ومراقبة جوازات السفر، تم تطويره من قبل باحثين في إمبريال كوليدج لندن. تم نشر نتائج التجربة المبنية على هذا البرنامج في مجلة Neuroimage Clinical.

يعاني أكثر من 15 مليون شخص من السكتة الدماغية كل عام في جميع أنحاء العالم. السكتة الدماغية الإقفارية هي النوع الأكثر شيوعًا وتحدث عندما تمنع جلطات الدم الصغيرة إمداد الدم إلى الدماغ. العلاج الأكثر فعالية يسمى "تحلل الخثرات الوريدية" - حيث يتم حقن مادة كيميائية في الأوعية الدموية تعمل على تفتيت جلطات الدم، مما يسمح للدم بالتدفق مرة أخرى.

ومع ذلك، بما أن العلاج يضيق الأوعية الدموية، فقد يسبب آثارًا جانبية شديدة لدى ستة بالمائة من السكان الذين يعانون من نزيف داخل الجمجمة. وهذا يؤدي إلى تفاقم إعاقتهم أو قد يسبب الوفاة. يمكن التعرف على أولئك الذين يعانون من مثل هذا النزيف من خلال إجراء فحص للدماغ، لكن العلامات ضعيفة للغاية ويعتمد تحديد الهوية على الحكم البشري، لدرجة أن الطريقة تعتبر غير موثوقة.

وفي دراسة جديدة، أنشأ الباحثون برنامجاً حاسوبياً لتحديد الأنماط في فحوصات الدماغ التي تحتوي على علامات مثل ضمور مناطق في الدماغ أو الأوعية الدموية الصغيرة التي أصبحت أضيق بسبب تسرب الدم، وذلك للتنبؤ باحتمالية النزيف. وقاموا بمقارنة نتيجة الحكم لأنظمة الكشف التلقائي مع نتائج أخصائيي الأشعة. وتوقع البرنامج ظهور النزيف بدقة بلغت 74% مقارنة بدقة 63% في طرق التشخيص التقليدية.

وأوضح الدكتور بول بينتيل من قسم الطب في إمبريال كوليدج والباحث الرئيسي في المقال: "لكل مريض يراه الطبيب، عليه أن يفكر فيما إذا كانت فائدة العلاج ستفوق الضرر من الآثار الجانبية. إن العلاج المقبول حاليًا أو المقدم حاليًا ينطوي على مخاطر حدوث آثار جانبية خطيرة لمجموعة صغيرة نسبيًا من المرضى، لذلك من المهم أن نحصل على أفضل المعلومات لاتخاذ القرارات. يعد بحثنا بمثابة بحث تجريبي، ولكنه يمهد الطريق للأطباء في نهاية المطاف لاستخدام برامج التعرف على الأنماط، بالإضافة إلى الأساليب الحالية، لإجراء تقييمات أكثر دقة حول مرضاهم المعرضين للخطر وعلاجهم وفقًا لذلك. ونحن نخطط لإجراء دراسة أكثر شمولاً لتقييم إمكاناتها بشكل أفضل."


لإشعار الباحثين

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.