تغطية شاملة

تشير دراسة جديدة إلى أهمية الثقة بين المريض والروبوت

وفي المستقبل المنظور، سيتم دمج الروبوتات البشرية في عمليات إعادة تأهيل المرضى. في دراسة جديدة يؤكد الباحثون أن بناء الثقة في التفاعل بين الإنسان والآلة هو شرط ضروري لنجاح العلاج ويشرحون كيف يمكن القيام بذلك

الدكتور شيلي ليفي تسيدك، رئيس مختبر الإدراك والشيخوخة وإعادة التأهيل مع الروبوت الآلي بيبر تصوير: داني ماخليس، جامعة بن غوريون
الدكتورة شيلي ليفي تسيدك، رئيسة مختبر الإدراك والشيخوخة وإعادة التأهيل مع الروبوت الآلي بيبر. تصوير: داني ماخليس، جامعة بن غوريون

إن تصميم الروبوت الاجتماعي الذي يساعد في إعادة تأهيل المرضى هو مجال جديد يتطلب بحثاً متعمقاً وتجارب عديدة لتحديد ما هي الظروف المثلى للمريض الذي يتم مساعدته. دراسة جديدة نشرت مؤخرا في المجلة الروبوتات العلم يؤكد على أهمية خلق علاقة ثقة بين المريض والروبوت لنجاح عملية إعادة التأهيل. ووفقا للباحثين، عند تخطيط وتصميم الروبوتات المستقبلية، يجب أولا وقبل كل شيء إيلاء الاعتبار لتطوير الآليات التي تبني الثقة بين الإنسان والآلة.

في المستقبل القريب، ستزداد الحاجة إلى دمج الروبوتات الاجتماعية الشبيهة بالإنسان (الروبوتات المساعدة اجتماعيا) في تسريع عمليات إعادة تأهيل المرضى، حيث أن معدل بقاء المرضى الذين يعانون من أمراض تعاني من قصور وظيفي خطير، مثل السكتة الدماغية ، بازدياد. يحتاج هؤلاء المرضى إلى التدريب في المنزل بسبب قلة ساعات العلاج مع المعالجين الطبيعيين. التفاعلات مع الروبوتات التي ستكون بمثابة مرافقين وشركاء في الممارسة العملية قد تشجعهم على ممارسة الرياضة، وتسمح بمراقبة تقدمهم، وتقديم تعليقات لكل من المريض والمعالج الفيزيائي.

تم إجراء البحث متعدد التخصصات تحت قيادة الدكتور شيلي ليفي تسيدك، رئيس مختبر أبحاث الشيخوخة والإدراك وإعادة التأهيل في قسم العلاج الطبيعي وعضو مركز زالوتوفسكي لعلم الأعصاب في جامعة بن غوريون. النقب، بالتعاون مع الدكتور فيليب كالمير، طبيب الأعصاب من جامعة فرايبورغ في ألمانيا، والبروفيسور أوليفر مولر، الفيلسوف وعالم الأخلاق من جامعة فرايبورغ في ألمانيا، وطالبة الدكتوراه رونيت فينجولد بولك، من مختبر الأبحاث في الشيخوخة والإدراك وإعادة التأهيل في جامعة بن غوريون وأخصائي علاج طبيعي متخصص في إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية.

"المرضى الذين يخضعون لعمليات إعادة التأهيل، على سبيل المثال بعد السكتة الدماغية، يكونون في حالة ضعف وحساسية"، يوضح الدكتور ليفي تسيدك. "إنهم يعتمدون إلى حد كبير على علاقات الثقة التي أقاموها مع معالجيهم. ولهذا السبب، يجب علينا أن ندرس بعناية إيجابيات وسلبيات دمج الروبوتات البشرية في عملية إعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية. إلى جانب المساهمة الرائدة للروبوتات في إعادة تأهيل المرضى، فإن استخدامها يثير أسئلة أخلاقية واجتماعية مهمة. ونؤكد أن خلق الثقة هو شرط ضروري لنجاح هذا التفاعل، وفي الوقت نفسه للتقدم التكنولوجي البحت".

وبحسب الدكتور ليفي تسيديك، يمكن للروبوتات الشبيهة بالبشر أن تساعد في التمارين التي يجب على المرضى القيام بها، ولكن يجب مراعاة الصعوبات التي قد تنشأ في العلاقة بين الشخص المتعافي والروبوت: "على سبيل المثال، الروبوت الذي يبدو ويتصرف "مثلما قد يكون لدى الإنسان توقعات لا يستطيع الروبوت تحقيقها"، تقول الدكتورة ليفي تسيدك، "قد يؤدي هذا إلى خيبة الأمل، وكسر الثقة، وتجنب الممارسة بسبب ذلك". كما أن الروبوت الذي يعلق أو يتصرف بشكل غير متوقع سيجعل من الصعب على المريض أن يثق بأنه شريك ناجح في عملية إعادة التأهيل.

يشير الباحثون في المقال إلى عدة طرق لزيادة الثقة بين المريض والروبوت: يجب أن يكون المريض واثقًا من أن التفاعل مع الروبوت آمن وأنه يقوم بحركات تعزز علاجه. يجب أن يكون المرضى قادرين على التعرف على نوايا الروبوت في العلاج والتنبؤ بها، ويجب أن يكون الروبوت على دراية بالحالة العقلية والجسدية للمريض. كما يجب أن يكون الروبوت قادرًا على التواصل مع الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في التواصل - سواء في فهم اللغة المنطوقة أو التحدث.

المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.