تكنولوجيا جديدة تم تطويرها في معهد وايزمان قد تجعل من الممكن إجراء تقييم مسبق لكيفية استجابة الأورام للعلاجات المختلفة، وبالتالي زيادة فرص المرضى في البقاء على قيد الحياة.
في كثير من الأحيان بعد اكتشاف ورم خبيث في جسم المريض، يكون وقت الاستجابة حاسما، وقد يكون القرار بشأن العلاج الذي سيتم اختياره قاتلا. على الرغم من وجود مبادئ توجيهية لاختيار العلاج، إلا أن الواقع يظهر أن إمكانية التنبؤ بنجاحه ليست عالية، لأن كل ورم يتفاعل بشكل مختلف. ونتيجة لذلك، تضيع أحياناً أسابيع طويلة على علاجات لا تثمر، وهذه فترة زمنية قد تفصل بين الحياة والموت.
تقنية جديدة تم تطويرها في مختبر د رافيد شتراوسمان في معهد وايزمان، قد يكون من الممكن إجراء تقييم مسبق لكيفية استجابة الأورام للعلاجات المختلفة، وبالتالي زيادة فرص بقاء المرضى على قيد الحياة. توجد بالفعل طرق اليوم تسمح بزرع عينة من ورم سرطاني في جسم الفئران لاختبار مدى فعالية أنواع العلاجات المختلفة. ومع ذلك، فإن هذه الطرق باهظة الثمن، ومدة الاختبار طويلة جدًا، وتفشل الاختبارات في محاكاة سلوك الورم في جسم المريض بشكل كامل. قام الدكتور شتراوسمان من قسم البيولوجيا الجزيئية للخلية، والدكتورة نانسي جيبرت من مختبره، بتطوير طريقة تمكن من زراعة قطع من ورم سرطاني في المختبر تم استئصالها من جسم المريض في غرفة العمليات ، مع الحفاظ قدر الإمكان على البنية الأصلية لأنسجة الورم، بما في ذلك بنيتها ثلاثية الأبعاد وخلايا نظامها.
هذه الطريقة، المعروفة باسم "مزارع الأعضاء خارج الجسم" (Organ Vivo Ex EVOC - Culture) قد تجعل من الممكن التنبؤ بدقة بالعلاج الدوائي الذي سيحقق أفضل نتيجة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لشركات الأدوية استخدام هذه الطريقة لتسريع عملية تطوير أدوية جديدة. ومن مميزات الطريقة تكمن في الحفاظ على خلايا الجسم السليمة داخل الأنسجة المفحوصة. في حين أن العديد من العلماء الذين يبحثون في علاجات السرطان يركزون على الخلايا السرطانية، فقد أصبح من الواضح بشكل متزايد في السنوات الأخيرة أن خلايا الجسم السليمة داخل الأورام السرطانية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الاستجابة للعلاج. ولذلك، من أجل التنبؤ بكيفية استجابة الورم للعلاج، يجب الحفاظ على بنيته الأصلية في جسم المريض، بما في ذلك الخلايا غير السرطانية الموجودة بداخله.
شركة "المعرفة".ووقعت الذراع التطبيقية للمعهد مؤخرا اتفاقية ترخيص مع شركة "CuResponse" بهدف تطوير اختبار شخصي لاختيار العلاج الكيميائي بناء على هذه التقنية. وقد تم إثبات فعالية هذه الطريقة على الحيوانات، كما تم اختبارها في عينات مأخوذة من البشر في مراكز طبية رائدة في إسرائيل، بما في ذلك مستشفيات هداسا وشيبا وإيخيلوف. وقد قامت شركة "Curiresponse" مؤخراً بجمع الأموال من صندوق رأس المال الاستثماري Amon Partners (انظر الإطار)، ومن المتوقع أن تفتتح مختبراً للتجارب السريرية.