تغطية شاملة

تم العثور على آلية قد تفسر أكثر من 30 مرضًا وراثيًا

وذلك بحسب دراسة أجراها باحثون في الجامعة العبرية اكتشفوا أن عمل أجهزة الدفاع الطبيعية في الجسم ضد ظاهرة استطالة الحمض النووي النادرة، والتي تتسبب مع مرور الوقت في ظهور أمراض وراثية خطيرة. الدكتور يوفال تابه أحد القائمين على الدراسة: "هذا الاكتشاف يعد خطوة هامة نحو تطوير العلاج الدوائي لهذه المجموعة من الأمراض" 

فريق الباحثين – لينا كوسامي، مايا براون، إيرين جوبرمان والدكتور يوفال طابة. تصوير: د. إميليانو كوهين، الجامعة العبرية.
فريق الباحثين – لينا كوسامي، مايا براون، إيرين جوبرمان والدكتور يوفال طابة. تصوير: د. إميليانو كوهين، الجامعة العبرية.

كشفت دراسة أجراها باحثون من كلية الطب في الجامعة العبرية عن عمل أجهزة الدفاع الطبيعية في الجسم ضد ظاهرة نادرة تتمثل في استطالة الحمض النووي، والتي تتسبب مع مرور الوقت في ظهور أمراض وراثية خطيرة. الدكتور يوفال تابه أحد القائمين على الدراسة: "هذا الاكتشاف يعد خطوة مهمة نحو تطوير العلاج الدوائي لهذه المجموعة من الأمراض"

توصلت دراسة جديدة أجرتها ثلاث طالبات من كلية الطب في الجامعة العبرية إلى آلية تشرح العلاقة بين ظاهرة استطالة الحمض النووي في أكثر من 30 مرضًا وراثيًا خطيرًا وأعراض الأمراض. وتشمل الأمراض الوراثية، من بين أمور أخرى، مرض هنتنغتون والتصلب الجانبي الضموري ومتلازمة "X الهش". الاستطالة غير الطبيعية للحمض النووي هي ظاهرة نادرة نسبيًا تحدث في مناطق معينة جدًا من الجينوم، حيث يوجد تسلسل قصير من الحمض النووي يكرر نفسه عدة مرات في الأشخاص الأصحاء، ولكن في مجموعات سكانية معينة يطول التسلسل بطريقة لا يمكن تفسيرها الأجيال وفي مرحلة ما تصبح "سامة للخلية".
أجرت البحث الطالبة الفلسطينية لينا قواسمي من القدس الشرقية، والتي حصلت على منحة مرموقة من السفارة البريطانية لإجراء البحث، واثنين آخرين من طلاب الطب والبحث المتميزين مايا براون وإيرين جوبرمان - بقيادة الدكتور يوفال طابة من كلية الطب في الجامعة العبرية.

واكتشف الباحثون أن نظام تدخل الحمض النووي الريبي (RNAi)، المسؤول عن عدد من الوظائف الأساسية مثل حماية الجسم ومنع الهجوم الفيروسي وتنظيم نشاط الجينات، قادر على معالجة تسلسل الحمض النووي الطويل الموجود لدى المرضى على أنه أجنبي. ويدخل في حالة الهجوم. عندما يهاجم هذا النظام، فإنه قد "يرتبك" ويعمل ضد عشرات الجينات الأخرى التي تحتوي على تسلسلات مماثلة، وهي ليست طويلة. هذه العملية التي تذكرنا بالأفعال التي تحدث في الجسم بشكل رئيسي في أمراض المناعة الذاتية، تؤثر وتعطل النشاط في الجسم على مر السنين وتتسبب في ظهور أعراض الأمراض.

في هذه الدراسة، أجرى الباحثون اختبارًا على الديدان الخيطية C. elegans، وهي دودة صغيرة يبلغ طولها حوالي ملليمتر واحد. وتمتلك هذه الدودة نظام تداخل RNA قوي بشكل خاص، لذلك تمكن الباحثون من رؤية تأثيره بوضوح على تسلسلات الحمض النووي الطويلة التي تسبب الأمراض. وقام الباحثون بإدخال تسلسلات طويلة من الحمض النووي في الدودة مشابهة لمرض الحثل العضلي، ونتيجة لذلك أصبحت الديدان مريضة، وتحركت بشكل أبطأ واستجابت بشكل أقل لأنواع مختلفة من الإجهاد مقارنة بالديدان السليمة. وبعد ذلك، ومن خلال إسكات نظام تداخل الحمض النووي الريبوزي (RNA) جزئيًا، تمكن الباحثون من إحداث تحسن كبير في أعراض المرض لدى الديدان.

"تمكن البحث من الكشف عن تورط أنظمة الدفاع والتحكم الطبيعية في الجسم على وجه التحديد في خلق المرض وليس في الوقاية منه. "لقد وجد هذا العمل آلية يمكنها تفسير عدد من الأمراض الوراثية، وبنفس القدر من الأهمية - يعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة أخرى نحو تطوير العلاج الدوائي لهذه المجموعة من الأمراض"، يقول الدكتور يوفال تاباه.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.