تغطية شاملة

وجد باحثون من جامعة تل أبيب أن جين RGS2 يظهر بمستويات منخفضة بشكل ملحوظ في دم مرضى الزهايمر

قد يعزز هذا الاكتشاف التشخيص المبكر لمرض الزهايمر من خلال اختبارات الدم بالإضافة إلى علاجات جديدة للمرض * وقد نشرت الدراسة مؤخرًا في مجلة Translational Psychiatry

دماغ طبيعي (يسار) ودماغ مصاب بمرض الزهايمر (يمين). من ويكيبيديا
دماغ طبيعي (يسار) ودماغ مصاب بمرض الزهايمر (يمين). من ويكيبيديا

واكتشف الباحثون في جامعة تل أبيب أن مستوى الجين RGS2 ينخفض ​​بشكل كبير في دم مرضى الزهايمر، وبالتالي يمكن استخدام الجين كأساس لتشخيص المرض عن طريق فحص دم بسيط. لقد عرف العلم منذ سنوات عديدة جين RGS2 بأنه المسؤول عن إيقاف الإشارات المنقولة بين الخلايا العصبية، ولكن الآن فقط أصبح من الواضح أنه يلعب أيضًا دورًا مركزيًا في مرض الزهايمر.

وقد يكون الاكتشاف الجديد بمثابة تقدم كبير في دراسة مرض الزهايمر، وهو السبب الرئيسي للخرف لدى كبار السن، والذي تتزايد معدلات الإصابة به باستمرار مع زيادة متوسط ​​العمر المتوقع. يتم التأكيد على أهمية هذا الاكتشاف بشكل خاص لأنه حتى الآن، على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الباحثون في جميع أنحاء العالم لعقود من الزمن، لم يتم العثور بعد على أدوات تشخيص مبكر فعالة أو علاجات فعالة لمرض الزهايمر.

أدار البحث: د. ديفيد جورفيتز من قسم الوراثة الجزيئية البشرية والكيمياء الحيوية في كلية الطب؛ البروفيسور إيلانا غوزيس، التي تشغل مناصب بحثية عليا في كلية الطب، في مركز آدامز لأبحاث الدماغ وفي كلية ساغول لعلم الأعصاب والمسؤولة عن كرسي ليلي وأبراهام جيلدور لأبحاث عوامل الأورام في جامعة تل أبيب؛ وطالبة الدكتوراه المشتركة إدفا هدار والباحثة الدكتورة إيلينا ميلانزي؛ بالتعاون مع الدكتور نوعام شمرون، رئيس مختبر الذكاء الجينومي الخلوي في كلية الطب، وطالبته الدكتورة دافنا فايسغلاس، ومجموعات بحثية من إيطاليا وجمهورية التشيك.

وقد نشرت الدراسة مؤخرا في المجلة الطب النفسي الانتقالي

انخفاض في مستوى التعبير الجيني RGS2

يوضح الدكتور جورفيتز: "في السنوات الأخيرة، ظهرت شكوك حول كون بروتين أميلويد بيتا سمة مميزة لمرض الزهايمر، لأنه تبين أنه يتراكم أيضًا في الأدمغة السليمة في سن الشيخوخة. إحدى الفرضيات المطروحة لحل المشكلة هي أن بعض الأشخاص أكثر حساسية لتراكم أميلويد بيتا، وبالتالي فهم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.

ولاختبار الفرضية، أخذ الباحثون عينات من خلايا الدم من 28 شخصًا سليمًا، وقاموا بتعريضهم في المختبر لبروتين أميلويد بيتا. في الواقع، حددوا مجموعتين: أظهرت خلايا الدم لدى بعض الأشخاص حساسية عالية (يتم التعبير عنها في تثبيط نمو الخلايا) للأميلويد بيتا، بينما أظهرت المجموعة الأخرى حساسية منخفضة. الآن طلبوا التحقق من الفرق بين المجموعتين.

تم إجراء البحث عن اختلافات محددة بين خلايا الدم الحساسة للأميلويد بيتا وتلك غير الحساسة، باستخدام تقنية مبتكرة للبحث عن الجينات عبر الجينوم بأكمله. ولدهشتهم، اكتشف الباحثون خاصية واضحة، لم يتم ربطها حتى الآن بمرض الزهايمر: الجين RGS2. وتبين أن هذا الجين موجود بمستوى أقل في خلايا الدم الحساسة للأميلويد بيتا، مقارنة بالخلايا الأقل حساسية. وكشفت تجربة أخرى أن خلايا الدم أيضا وتتميز الخلايا المأخوذة من مرضى الزهايمر بمستويات منخفضة من جين RGS2، مقارنة بخلايا الدم لدى متطوعين أصحاء من نفس الفئة العمرية.

ولفحص النتائج التي توصلوا إليها من زاوية أخرى، تحول الباحثون إلى قواعد البيانات الموجودة للتعبير الجيني في دماء مرضى الزهايمر وفي أنسجة المخ المأخوذة من المرضى بعد وفاتهم. في الواقع، تؤكد البيانات التي تم إنتاجها باستخدام طرق استخراج البيانات المتقدمة النتائج المخبرية: فقد وجد بالفعل أن التعبير عن جين RGS2 أقل في الدم وأنسجة المخ لدى مرضى الزهايمر، مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من المرض. والأكثر من ذلك: فقد تبين أن الانخفاض الواضح في التعبير الجيني واضح بالفعل في دماء الأشخاص في المرحلة الأولى من المرض، والتي تُعرف بأنها تدهور إدراكي معتدل. بمعنى آخر، ولأول مرة، يعد هذا مؤشرًا بيولوجيًا واضحًا، قد يجعل من الممكن تشخيص مرضى الزهايمر بالفعل في مرحلة مبكرة، وربما حتى تمييزهم عن الأشخاص الذين يعانون من التدهور المعرفي لأسباب أخرى - كل ذلك من خلال عملية بسيطة فحص الدم.

ويختتم الدكتور جورفيتز قائلاً: "قد يكون اكتشافنا بمثابة طفرة من شأنها أن تغير اتجاهات فكر وعمل الباحثين في مرض الزهايمر". "نعتقد أن لديها إمكانات كبيرة لتطوير أدوات التشخيص المستقبلية وحتى نوع جديد من الأدوية لمرض الزهايمر، الذي يسبب معاناة هائلة لملايين عديدة في جميع أنحاء العالم."

تعليقات 3

  1. بحث مثير جدا للاهتمام! كل الشكر لفريق البحث . هل هناك تقدير للوقت الذي سيكون فيه اختبار الدم متاحًا لعامة الناس؟ (وأيضاً أنا وزوجتي في سن متقدمة بالفعل - والموضوع يهمنا...)

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.