تغطية شاملة

وصلت مهمة "مارس هوب" التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى مدار حولها

أمل المريخ اتحاد الإمارات. الشكل: مركز محمد بن راشد للفضاء
أمل المريخ اتحاد الإمارات. الشكل: مركز محمد بن راشد للفضاء

وصلت مهمة "مارس هوب" التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى مدار حولها مساء اليوم في حوالي الساعة 17:30 مساءً بتوقيت إسرائيل بعد نجاح المناورة التي أجراها أفراد الطاقم الأرضي.  

في 19 يوليو 2020، انطلقت مهمة الإمارات المريخ الأمل – من مركز تانغاشيما الفضائي في اليابان في طريقها إلى المريخ. وتدار هذه المهمة، وهي أول جهد من نوعه بين الكواكب تقوم به دولة عربية، من مركز التحكم في مركز محمد بن راشد للفضاء (MBRSC) في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع العديد من المؤسسات البحثية حول العالم.

وسيقضي هوب العامين المقبلين في جمع بيانات علمية حيوية عن الغلاف الجوي للمريخ.

سيقوم أحد الأدوات الأساسية للمركبة الفضائية، وهو مطياف الأشعة تحت الحمراء الإماراتي (EMIRS)، الذي صنعته جامعة ولاية أريزونا، بفحص درجة الحرارة والجليد وبخار الماء والغبار في الغلاف الجوي للمريخ. المصدر: MBRSC/ASU/NAU/CU-LASP
سيقوم أحد الأدوات الأساسية للمركبة الفضائية، وهو مطياف الأشعة تحت الحمراء الإماراتي (EMIRS)، الذي صنعته جامعة ولاية أريزونا، بفحص درجة الحرارة والجليد وبخار الماء والغبار في الغلاف الجوي للمريخ. المصدر: MBRSC/ASU/NAU/CU-LASP

سيقوم أحد الأدوات الأساسية للمركبة الفضائية، وهو مطياف الأشعة تحت الحمراء الإماراتي (EMIRS)، الذي صنعته جامعة ولاية أريزونا، بفحص درجة الحرارة والجليد وبخار الماء والغبار في الغلاف الجوي للمريخ. المصدر: MBRSC/Aso/Nau/CU-LASP

تضمنت مرحلة الدخول إلى مدار المريخ حرق حوالي نصف الوقود في محركات المناورة للمركبة الفضائية لإبطائها إلى النقطة التي يمكن أن يلتقطها المريخ. واستمر الاحتراق حوالي 27 دقيقة، وقلص المسبار من سرعة إبحاره التي تزيد عن 121,000 ألف كيلومتر في الساعة إلى حوالي 17,700 كيلومتر في الساعة. سيتم إجراء اختبار جهاز ما قبل الحرق للتأكد من أن المسبار جاهز لهذه الخطوة الحاسمة.

وكتب كامران شرف، رئيس بعثة الإمارات العربية المتحدة إلى المريخ وطاقم جامعة شمال أريزونا (NAU)، في بيان نشروه: "مركبة الأمل الفضائية إلى المريخ تصل إلى وجهتها في نهاية رحلة تطوير استمرت ست سنوات قام بها الفريق". في مركز محمد بن راشد للفضاء نعمل مع شركائنا في المعرفة. هذا إطار زمني متسارع وفقًا لمعايير المهمة بين الكواكب. لقد أحدثت المهمة تحولاً حقيقياً في قدرة الإمارات في هندسة أنظمة الفضاء والعلوم والأبحاث، وكان لها تأثير إيجابي كبير على مجتمعنا العلمي بشكل عام."

تحمل المركبة الفضائية ثلاثة مقاييس تداخل، مثل مطياف الإمارات للأشعة تحت الحمراء للمريخ (EMIRS) الذي تم تطويره بالشراكة مع كلية دراسات الأرض والفضاء بجامعة ولاية أريزونا وقسم علم الفلك وعلوم الكواكب بجامعة ولاية أريزونا. سيكون هذا الجهاز مسؤولاً عن دراسة توزيع الغبار والسحب الجليدية والأوزون في الغلاف الجوي السفلي والمتوسط ​​للمريخ.

ستقوم الأداة أيضًا بتتبع حركة بخار الماء والحرارة عبر الغلاف الجوي، مما يوفر للعلماء رؤية فريدة للغلاف الجوي للمريخ والديناميكيات التي تحركه. قال فيليب كريستنسن، أستاذ عضو مجلس إدارة جامعة ولاية أريزونا وعالم الكواكب:

"كان العمل مع العلماء والمهندسين الإماراتيين في أول مهمة فضائية لهم بمثابة تجربة جديدة ومذهلة بالنسبة لنا. لقد جلبوا الكثير من الإثارة والحماس للمشروع وكان من دواعي سروري العمل معهم. ستوفر أداة EMIRS نظرة جديدة تمامًا على الغلاف الجوي للمريخ، ونحن جميعًا نتطلع إلى الاكتشافات الجديدة والفهم الأفضل لمناخ المريخ الذي ستوفره لنا".

بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المركبة الفضائية على كاميرا (EXI) ومقياس طيف الأشعة فوق البنفسجية (EMUS)، وكلاهما تم تطويرهما في مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء (LASP) في جامعة كولورادو في بولدر. وستساعد كاميرا EXI الإمارات من خلال التقاط صور عالية الدقة للغلاف الجوي للمريخ وقياس تركيز الماء والجليد والغبار والهباء الجوي والأوزون في الغلاف الجوي للمريخ. سيقيس مطياف EMUS الخصائص العالمية والتغيرات في الغلاف الحراري بالإضافة إلى هالة الهيدروجين والأكسجين.

وقال كريستوفر إدواردز، الأستاذ المساعد وعالم الكواكب في جامعة NAU: بعد السفر ملايين الأميال من الأرض إلى المريخ خلال الأشهر السبعة الماضية، فإن مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ على وشك الشروع في الفصل التالي من مهمتها وهدفها النهائي. ويسعدني أن أقول إنه بعد التحقق من صحة أداء الجهاز أثناء الرحلة إلى المريخ، أصبح EMIRS جاهزًا لإجراء القياسات التي كان الفريق يعمل عليها طوال السنوات الخمس الماضية."

الهدف النهائي لمهمة Hop هو توفير رؤية عالمية غير مسبوقة للغلاف الجوي للمريخ ومعرفة المزيد عن طبيعته الديناميكية. وكما أظهرت المهمات السابقة، يتمتع المريخ بتاريخ مضطرب ولا يزال عالمًا نشطًا للغاية، حيث تعمل العديد من القوى على تغيير معالمه باستمرار. ومن خلال ظاهرة الاحتباس الحراري، سوف يتعلم العلماء المزيد عن الروابط داخل وبين الغلاف الجوي العلوي والسفلي.

وينبغي أن يلقي البحث في نهاية المطاف المزيد من الضوء على عملية الهروب من الغلاف الجوي، والتي كانت عاملا رئيسيا في التطور المناخي والجيولوجي للمريخ. منذ مليارات السنين، كان المريخ يتمتع بغلاف جوي أكثر كثافة وكان قادرًا على الحفاظ على درجات حرارة دافئة بما يكفي للحفاظ على الماء السائل على سطحه. ومع ذلك، فإن فقدانه البطيء لغلافه الجوي إلى الفضاء تسبب في تحوله من كوكب أكثر دفئًا وأكثر ليونة إلى العالم القاحل والأبرد الذي هو عليه اليوم.

بفضل المدار الفريد لمهمة HOPE، ستكون المركبة الفضائية قادرة على توفير مستوى كامل تقريبًا من التغطية اليومية والجغرافية، ومراقبة الغلاف الجوي للمريخ بشكل فعال بنفس الطريقة التي تعمل بها أقمار الطقس الصناعية في مدار حول الأرض. وهذا سيسمح بتحسن كبير في التنبؤ بالطقس، وهو أمر سيكون ذا أهمية حيوية عندما يحين وقت إرسال بعثات بشرية إلى المريخ.

كما ستمنح البيانات التي يجمعها مسبار الأمل العلماء فكرة أفضل عن كيفية تطور الكوكب مع مرور الوقت، وهو أمر أساسي لفهم كيف يمكن للكواكب الأرضية (الصخرية) أن تتمتع بمناخات مستقرة وتدعم الحياة. ستتيح هذه الرؤية إمكانية بناء نماذج مناخية أكثر تفصيلاً سيتم استخدامها لتوصيف الكواكب خارج النظام الشمسي في المستقبل (نأمل في العثور على عوالم صالحة للسكن خارج النظام الشمسي).

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (حاكم إمارة دبي وسمي مركز محمد بن راشد للفضاء)، تم اختيار اسم المهمة لنقل رسالة أمل وتفاؤل لملايين الشباب العرب الذين يتطلعون إلى تقديم مساهمات قيمة في استكشاف الفضاء وجميع مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفلك والرياضيات.

المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.