تغطية شاملة

تشير دراسة جديدة إلى أن تدخين الوالدين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم لدى أطفالهم

تشير دراسة جديدة أجرتها كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا إلى أن تدخين الوالدين يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم بين أطفالهم. في دراسة استمرت سبع سنوات، تم فحص 327 طفلاً مصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL) أو سرطان الدم النخاعي الحاد (AML)، وتم فحص 416 طفلاً أصحاء. تم خلال الدراسة جمع بيانات عن تدخين الوالدين قبل ولادة الأطفال وبعدها. ويظهر تحليل نتائج الدراسة أن تدخين الأب قبل حمل الأم يزيد من خطر ولادة الطفل مصابا بمرض سرطان الدم النخاعي المزمن بنسبة أربع مرات تقريبا وخطر الإصابة بسرطان الدم الليمفاوي الحاد بنسبة 30٪. يكون خطر إصابة الطفل بابيضاض الدم الليمفاوي الحاد (ALL) أعلى عندما يدخن الأب قبل حمل الأم، وعندما تدخن الأم بعد الحمل وولادة الطفل، وعندما يتعرض الطفل للتدخين السلبي. وأثبتت استنتاجات الدراسة أن تدخين الوالدين قبل وبعد وأثناء الحمل وتعرض الطفل للتدخين السلبي يزيد من خطر إصابة الطفل بسرطان الدم. ونشرت الدراسة في العدد الأخير من المجلة العلمية الأمريكية لعلم الأوبئة.

وفي الوقت نفسه، أصبح من المعروف أنه في دراسة جديدة أخرى أجراها مركز السرطان بجامعة مينيسوتا، تم اكتشاف بيانات تشير إلى نتائج مدمرة إضافية لتدخين الوالدين بالقرب من طفلهما. وفي الدراسة، تم فحص عينات بول من 144 طفلاً رضيعاً، وتبين أن 47% منهم لديهم مادة كيميائية مسرطنة (NNAL)، والتي لا تنشأ في جسم الإنسان إلا عند التعرض للمادة الخطرة التي تسمى NNK، والموجودة في دخان السجائر. وكان مستوى المواد الموجودة في الدراسة مرتفعاً مقارنة بالدراسات المماثلة في الماضي. وأفاد أهالي الأطفال الذين وجدت لديهم المادة المسرطنة، أثناء إجراء الدراسة، عن تدخين حوالي نصف علبة سجائر يومياً، في المنزل أو في السيارة، عندما يكون الطفل بالقرب منهم. وفي دراسة أخرى، تم فحص بول الأطفال الذين تدخن أمهاتهم أثناء الحمل بعد الولادة مباشرة وتبين أنهم يحتويون على مستوى أعلى من المادة الكيميائية المسببة للسرطان NNAL مقارنة بالمستوى الموجود في هذه الدراسة. وخلص الباحثون إلى أنه على الرغم من أن الدراسة أظهرت تعرض الأطفال لفترة طويلة للتدخين السلبي والمواد المسببة للسرطان وهم في رحم أمهاتهم وبعد الولادة، في مرحلة ينموون فيها ويتطورون بوتيرة سريعة، إلا أنه لا يزال من غير الممكن لتحديد عواقب هذا التعرض الطويل على جينات هؤلاء الأطفال. ونشرت الدراسة في العدد الأخير من المجلة العلمية السرطان وعلم الأوبئة والوقاية.

ورد البروفيسور إليعازر روبنسون رئيس جمعية السرطان قائلاً: "إن نتائج هذه الدراسة تعزز المعرفة التي تراكمت في أيدي العلماء في العقود الأخيرة، والتي تثبت أن التدخين السلبي له تأثير مباشر وضار على الصحة". من الناس الذين لا يدخنون. وفي هذه الحالة يكون لتدخين الوالدين تأثير مباشر على صحة أطفالهم. من المهم أن نفهم أن التدخين السلبي هو في الواقع تدخين قسري يؤدي إلى استنشاق الأطفال الذين لا يدخنون دخان السجائر الذي يدخنه البالغون القريبون منهم إلى رئتيهم. يحتوي الدخان المنبعث إلى الفضاء الجوي من السيجارة وفم المدخن على كمية من المواد الكيميائية تعادل ما يستنشقه المدخن نفسه إلى رئتيه، على الرغم من أن الدخان يذوب في الهواء. الأطفال الذين يتواجدون حول أشخاص يدخنون، يضطرون إلى استنشاق الدخان بنفس الطريقة التي يستنشق بها المدخنون أنفسهم، وبالتالي يصبحون، إذا جاز التعبير، مدخنين.

المزيد من الحقائق حول التدخين أثناء الحمل

• تجنب التدخين من أهم توصيات جمعية السرطان للحوامل. تثبت الدراسات بما لا يدع مجالاً للشك أن تدخين المرأة أثناء الحمل يضر بصحتها وصحة جنينها، بل ويعرض حياتها للخطر. ولذلك فإن النساء الحوامل المدخنات هن من الفئة الأكثر عرضة للخطر أثناء الحمل.
• وفقا لبيانات جمعية السرطان، هناك حوالي 4,000 مادة كيميائية في دخان السجائر، حوالي 43 منها ثبت أنها مسرطنة. في كل مرة تستنشق المرأة الحامل دخان السجائر إلى رئتيها، فإنها تدخل إلى مجرى دمها ودم الجنين في الرحم المواد السامة الموجودة في السيجارة، والتي تضر بالنمو الطبيعي للجنين. يؤدي التدخين إلى الإضرار بالوظائف الحيوية للجنين، مثل: زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم وانخفاض حركات التنفس. كما لوحظت عيوب مثل الشفة المشقوقة والحنك المشقوق وعيوب القلب وغيرها بتكرار مرتفع نسبيًا.
• وفقا لبيانات جمعية السرطان، فإن النساء المدخنات أثناء الحمل غالبا ما يلدن أطفالا يكون وزنهم عند الولادة أقل مما لو كانوا غير مدخنين، الأمر الذي قد يكون له تأثير سلبي على نمو الطفل العام وحالته الصحية. ومن بين النساء في هذه المجموعة هناك أيضًا حالات أكثر من الولادة المبكرة، والحمل خارج الرحم، والإملاص، ووفيات الرضع بعد الولادة بفترة قصيرة.
• وأيضاً، وفقاً للدراسات التي جمعتها جمعية السرطان، هناك علاقة بين تدخين الأم أثناء الحمل واحتمال إصابة أطفالها بأمراض الجهاز التنفسي، وبين احتمال أن يصبحوا هم أنفسهم مدخنين، وحتى بين إنجازاتهم الأكاديمية.
• التدخين أثناء الرضاعة يضر أيضاً بصحة الطفل، حيث أنه قد يمتص كمية من النيكوتين يمكن أن تضر بصحته.

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.