تغطية شاملة

علماء يطالبون بتوقيع معاهدة دولية للقضاء على ظاهرة الحطام الفضائي

وفي مقال نشر في مجلة ساينس يقترح الباحثون التعلم من أخطاء انتشار البلاستيك في المحيطات حتى لا تتكرر في الفضاء

الآلاف من الأقمار الصناعية الصغيرة في المدار. الرسم التوضيحي: موقع Depositphotos.com
الآلاف من الأقمار الصناعية الصغيرة في المدار. الرسم التوضيحي: موقع Depositphotos.com

دعا مجموعة من الخبراء من جميع أنحاء العالم إلى إبرام معاهدة ملزمة قانونًا لمنع حدوث ضرر لا يمكن إصلاحه في مدار الأرض بسبب توسع صناعة الفضاء العالمية. ويزعم مؤلفو الدراسة أن مشكلة الحطام الفضائي ليست مجرد مسألة تقنية، بل هي قضية اجتماعية وسياسية تتطلب حوكمة عالمية. وأوصوا بإنشاء منظمة دولية للإشراف على إدارة مدار الأرض، مع تفويض بتنظيم إطلاق الأقمار الصناعية وتتبع النفايات وفرض السلوك المسؤول بين مشغلي الأقمار الصناعية.

ومن المتوقع أن ينمو عدد الأقمار الصناعية في المدار من 9,000 إلى أكثر من 60,000 بحلول عام 2030، في حين أن هناك بالفعل أكثر من 100 تريليون قطعة من الأقمار الصناعية القديمة التي لم يتم تعقبها تدور حول الأرض.

تشير المقالة إلى أن الحطام الفضائي يمكن أن يشكل تهديدًا للخدمات الفضائية مثل التنبؤ بالطقس ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والاتصالات، بالإضافة إلى رحلات الفضاء البشرية. ويحذر المؤلفون من أنه بدون اتخاذ إجراء، قد يتفاقم الوضع ويؤثر في النهاية على استدامة صناعة الفضاء على المدى الطويل.

ويقول مؤلفو الدراسة، التي نشرت في مجلة ساينس، إن هناك حاجة إلى إجماع عالمي حول أفضل طريقة للتحكم في مدار الأرض لمنع الصناعة من جعل أجزاء كبيرة من المدار غير صالحة للاستخدام. يقترح المؤلفون أن يتحمل مشغلو الأقمار الصناعية والمصنعون المسؤولية عن دورة الحياة الكاملة لمنتجاتهم، بدءًا من التصميم والإطلاق وحتى التخلص منها. ويوصون بتحفيز السلوك المسؤول من خلال برامج ومعايير إصدار الشهادات للعمليات الفضائية المستدامة.

ويشير المؤلفون إلى أن جميع المبادرات الرامية إلى معالجة مشكلة الحطام الفضائي، بما في ذلك المبادئ التوجيهية وأفضل الممارسات لمشغلي الأقمار الصناعية، كانت طوعية وتفتقر إلى آليات الإنفاذ. ووفقا لهم، هناك حاجة إلى معاهدة ملزمة قانونا من أجل ذلك

التأكد من أن جميع البلدان والصناعات العاملة في مدار الأرض سوف تلتزم بنفس القواعد وستتحمل المسؤولية عن أفعالها.

تفاقم عدم المساواة بين الدول والمجتمعات الغنية والفقيرة

يسلط المقال الضوء أيضًا على إمكانية أن يؤدي الحطام الفضائي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة واختلال توازن القوى القائمة في صناعة الفضاء العالمية. ويشير المؤلفون إلى أن البلدان الصغيرة والجهات الفاعلة غير الحكومية قد تكون في وضع غير مؤات من حيث قدرتها على إطلاق الأقمار الصناعية وصيانتها، وقد تتأثر بشكل غير متناسب بالمخاطر التي يشكلها الحطام. ويجادلون بأن أي إطار إداري لمدار الأرض يجب أن يأخذ هذه العوامل في الاعتبار ويضمن أن يكون لجميع أصحاب المصلحة صوت في صنع القرار. ووفقا لهم، ينبغي أيضا أن تؤخذ التكاليف التجارية في الاعتبار عند النظر في سبل تحفيز المسؤولية.

وتسلط الدراسة الضوء على الحاجة إلى "عمليات فضائية مستدامة" لمنع تكون حطام جديد، واصطدام الأقمار الصناعية وفقدان الأصول القيمة. يوصي المؤلفون بإنشاء نظام "مراقبة الحركة الفضائية" لإدارة العدد المتزايد من الأقمار الصناعية والحطام في المدار.

وتسلط الدراسة الضوء أيضًا على الحاجة إلى دمج الممارسات الثقافية في إدارة الفضاء، بالاعتماد على المعرفة البيئية التقليدية (TEK) المستخدمة للحفاظ على الكوكب.

ينتمي مؤلفو الدراسة إلى مجموعة متنوعة من المنظمات والتخصصات، بما في ذلك الأوساط الأكاديمية ووكالات الفضاء والمنظمات غير الحكومية. وهذا يعكس الحاجة إلى التعاون والمشاركة بين القطاعات لمعالجة مسألة الحطام الفضائي.

ويؤكد المقال على أهمية التعلم من دروس الأزمات البيئية الأخرى، مثل التلوث البلاستيكي في المحيطات، لتجنب تكرار نفس الأخطاء في الفضاء.

للمادة العلمية

المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.