تغطية شاملة

هل تريد المشاركة في التجربة؟

إن سهولة الوصول إلى الهواتف الذكية وشعبيتها جعلت التعاون بين العلماء وعامة الناس أسهل من أي وقت مضى. من خلال التطبيقات والمواقع المختلفة، يمكن للمواطنين الإبلاغ عن الملاحظات أو المعلومات الموجودة في بيئتهم، وأخيراً يتم استخدام هذه البيانات النسخية (البيانات الضخمة) لإجراء الأبحاث العلمية

الواقع الجديد الذي فرضته علينا أزمة كورونا يتطلب منا البقاء في المنزل وقضاء وقت طويل أمام شاشات الهاتف. المشي بالقرب من المنزل "ينقذنا" لبعض الوقت، ولكن حتى هذا الإجراء يمكن أن يستنفد نفسه بسرعة كبيرة. ومع ذلك، هناك طريقة لجعل التجول في الشوارع والمساحات المفتوحة بالقرب من المنزل أكثر إثارة للاهتمام ويمكن أن تكون ذات أهمية للعلم.

إن سهولة الوصول إلى الهواتف الذكية وشعبيتها جعلت التعاون بين العلماء وعامة الناس أسهل من أي وقت مضى. ومن خلال التطبيقات والمواقع المختلفة، يمكن للمواطنين الإبلاغ عن الملاحظات أو المعلومات الموجودة في بيئتهم، وأخيراً يتم استخدام هذه البيانات النسخية (البيانات الضخمة) لإجراء الدراسات العلمية.

وهكذا مثلاً، في بداية أيام كورونا، خرج الإيطاليون إلى شرفات منازلهم وقياس التلوث الضوئي في الشوارع من خلال تطبيق مثبت على هواتفهم الذكية. لقد كانت فرصة عظيمة للبحث في قضية بيئية مهمة.

تطبيق دولي يسمى "تحدي الأرض"يؤكد على الأهمية البيئية لمشاريع علوم المواطن. تم إطلاق التطبيق في أبريل للاحتفالات الذكرى الخمسين ليوم الأرض وتحديثها في الشهر الماضي. يمكن لأي مستخدم تنزيل التطبيق على هاتف ذكي والبدء في الإبلاغ عن المخاطر البيئية المحلية.

لذلك، على سبيل المثال، يمكنك التقاط صور للأفق وتحميلها إلى التطبيق كما تُرى من نافذة المنزل أو من المناطق المحيطة المباشرة. وباستخدام هذه الصور، يمكن للباحثين تقييم تلوث الهواء المحلي وفهم آثار النشاط البشري على جودة الهواء. ومن الممكن أيضًا في التطبيق الإبلاغ عن وجود نفايات بلاستيكية في المناطق المفتوحة، ليتمكن الباحثون من تحديد المناطق الأكثر تلوثًا وما هي أنواع البلاستيك التي يتم التخلص منها بشكل متكرر. وفي المستقبل سيتم تنفيذ أيام التنظيف المركزة حسب الأماكن التي لوحظ فيها كمية كبيرة من النفايات البلاستيكية.

نشاط مراقبة القمامة باستخدام تطبيق تحدي الأرض
نشاط مراقبة القمامة باستخدام تطبيق تحدي الأرض
نشاط مراقبة القمامة باستخدام تطبيق تحدي الأرض
نشاط مراقبة القمامة باستخدام تطبيق تحدي الأرض

يتيح التطبيق أيضًا إمكانية تتبع أعداد النحل والحشرات الملقحة في البيئة المعيشية للمستخدم. يستخدم التطبيق الذكاء الاصطناعي لتحديد وتصنيف الصور الفوتوغرافية لأنواع مختلفة من النحل والحشرات الموجودة المهددة بالخطروبالتالي يمكن أن يزود الباحثين بمعلومات مهمة ويساعد في الحفاظ على هذا النوع. الانخفاض الحاد في أعداد النحل في العالمعلى سبيل المثال يمكن أن يسبب ضررا كبيرا للزراعة وإنتاج الغذاء (وهذا بسبب الدور المهم الذي يلعبه النحل في التلقيح) وبالتالي هناك فائدة في كمية كبيرة من التقارير عن ملاحظات النحل، إلى حد لا يمكن تنفيذها من خلال ملاحظات العلماء وحدهم.

قنديل البحر والخنازير والنمل

"قنديل البحر في الناس"هو تطبيق إسرائيلي يعد مثالاً للتعاون الناجح بين المواطنين والعلماء. يجمع التطبيق تقارير عن مشاهدات قناديل البحر وينشئ خريطة لتوزيع قناديل البحر على طول سواحل إسرائيل. يعود التطبيق بفائدة كبيرة على المواطنين والباحثين على حد سواء: فالجمهور قادر على تجنب اللقاءات المؤلمة على شواطئ الاستحمام، وقد حصل الباحثون على الكثير من المعلومات حول أنماط وصول أسراب قناديل البحر إلى الشواطئ وعلى أنواع جديدة لم يتم اكتشافها بعد.

يقول الدكتور دور إداليست، عالم البيئة البحرية من جامعة حيفا، وأحد مطوري مشروع "ميدوزوس بام": "ليس من السهل دائمًا إقناع الناس بالإبلاغ عما يرونه". "ولكن عندما يدرك المواطن أنه يستفيد أيضاً من البحث العلمي الذي يشارك فيه، فهذا في حد ذاته يحفزه ويحفزه. إن مساهمة مشاريع علوم المواطن لا تقتصر على الباحثين فحسب، بل أيضًا على المواطنين والبيئة بأكملها."

الموقع الإلكتروني لجمعية حماية الطبيعة ماجد مشاريع علمية متنوعة للمواطنوالتي يتم تنفيذها في مواقع طبيعية مختلفة يقع بعضها على بعد 1,000 متر من المنزل. يشمل نطاق البحث في الموقع تتبع أنواع مختلفة من الحيوانات المعرضة لخطر الانقراض: من مجموعات الغزلان، مرورًا بقنافذ البحر، إلى الطيور، والسلمندر، واليراعات.

وماذا عن الأنواع الغازية؟ متابعتهم لا تقل أهمية. النمل الناري، على سبيل المثال، هو من الأنواع الغازية التي انتشرت في جميع أنحاء البلاد في العقد الماضي، تماما مثل الوباء، كما ترون على الخريطة التي توضح موقع التقارير الخاصة بهم. وقد اجتاح النمل الناري الحدائق الخاصة والمتنزهات والمناطق الزراعية، وهو معروف بلسعاته المؤلمة التي يمكن أن تسبب رد فعل تحسسي، وأضرارًا للزواحف والطيور والحيوانات الأليفة. كلما أسرعنا في تحديد موقع منافذ الحريق والإبلاغ عنها في الموقعويمكن التعامل معها دون الإضرار بالحشرات الأخرى.

قنديل البحر في الناس. يتعلم العلماء والمواطنون معًا عن قناديل البحر
قنديل البحر في الناس. يتعلم العلماء والمواطنون معًا عن قناديل البحر

كما أن غزو الخنازير البرية لحيفا يتصدر عناوين الأخبار في الآونة الأخيرة. وتتقلص البيئة الطبيعية للخنازير البرية مما يدفعها إلى دخول المدينة والتمتع بمواردها. ومن أجل منع الخوف والاحتكاك المتبادل الذي نشأ أثناء اللقاء بين الرجل والخنازير البرية، يمكن الإبلاغ عن الخنازير وعندما نواجهها، نتعرف على علامات الخنازير (مثل الآثار والفضلات) والعوامل التي تجذب الخنازير إلى المكان (مثل صناديق القمامة ومحطات التغذية وغيرها). التقارير الواردة حتى الآن تظهر على الخريطة على الموقع، وستساعد لاحقا في صياغة توصيات لمشكلة التعامل مع الخنازير في المدينة.

بالإضافة إلى القائمة الطويلة من التطبيقات والمواقع الإلكترونية حول هذا الموضوع، تجدر الإشارة إلى منصتين دوليتين كبيرتين تلتقطان المشاريع العلمية للمواطنين على شاشة هواتفنا الذكية. الأول هو iNaturalist، والذي يسمح لك بتوثيق لقاءاتك مع النباتات والحيوانات من أي مكان في العالم. والثاني هو Zooniverse، والذي يلتقط مشاريع من مختلف مجالات البحث.

العلوم المدنية في المناهج الدراسية

أحد أهم مساهمات تطبيقات علوم المواطن هو تعليم القيم البيئية والعلمية. يستفيد الناس من جميع الأعمار من توسيع المعرفة العلمية، وأكبر المستفيدين من هذه العملية هم الأطفال. في هذا العصر، عندما يتعلم الطلاب في الغالب افتراضيًا، يمكن الاستفادة من فرصة استخدام علم المواطن كأداة تعليمية قيمة.

مركز تعزيز العلوم المدنية في المدرسة ("TCSS يقدم مشاريع متنوعة يمكن للطلاب تنفيذها في البيئة المنزلية، بما في ذلك مشروع يتتبع أنماط نوم المراهقين. يتم إجراء البحث بالتعاون مع البروفيسور تمار شوحط من قسم التمريض في جامعة حيفا، والبروفيسور عيران تاوبر من قسم علم الأحياء التطوري والبيئي في جامعة حيفا. يقوم الطلاب بتوثيق عادات نومهم على الموقع الإلكتروني للمشروع، ويختبرون تحليل البيانات التي جمعوها وطرح أسئلة بحثية تعزز الأهمية الصحية للنوم.

يقول البروفيسور تالي تال، عميد كلية العلوم والتكنولوجيا في التخنيون: "الطلاب الذين ينخرطون في علم المواطن سيختبرون التعلم من خلال البحث بطريقة حقيقية وليس بالطريقة الاصطناعية التي يتم بها تقديم العلوم أحيانًا في الكتب المدرسية". والباحث الرئيسي في مركز النهوض بعلم المواطن بالمدرسة. "لجعلهم يفهمون أهمية العلم في الحياة اليومية. نحن نؤمن في المركز بضرورة أن يكونوا نشطين ويشاركون في تحليل النتائج وليس مجرد الإبلاغ عن الملاحظات".

المنشور هل تريد المشاركة في التجربة؟ ظهرت لأول مرة علىزاويه