تغطية شاملة

رابط مفاجئ بين مرض التوحد والزهايمر

 

دراسة جديدة بقيادة الدكتور هيثم أمل تكشف عن آلية جزيئية مشتركة لمرضي التوحد والزهايمر، مما سيساعد في فهم الآلية المرضية في كلا الاضطرابين

التوحد ومرض الزهايمر هما اضطرابان عصبيان مختلفان، وفي ظاهر الأمر، لا يبدو أن هناك علاقة قوية بينهما. التوحد هو اضطراب يتم اكتشافه عادة في مرحلة الطفولة، بينما يتطور مرض الزهايمر ويقوى في الأعمار المتقدمة. ومع ذلك، فإن كلا الاضطرابين يشتركان في خصائص سريرية مماثلة، مثل ضعف اللغة، وضعف الإدراك، وأكثر من ذلك. في دراسة جديدة نشرت في إحدى المجلات الرائدة في مجال علم الأحياء النفسي، الطب النفسي الانتقالي من الطبيعة، كشف باحثون من كلية الصيدلة في كلية الطب في الجامعة العبرية لأول مرة عن العلاقة المدهشة بين المرضين - يشتركون في آلية جزيئية مشتركة.

قامت مجموعة البحث، بقيادة الدكتور هيثم أمل، رئيس مختبر علم الأعصاب ونقل الإشارة والطب الانتقالي في الجامعة العبرية، بدراسة التغيرات الجزيئية المماثلة بين الاضطرابين باستخدام نماذج الفئران. ومن أجل التعرف على الآلية، استخدم الدكتور أمل وفريقه طريقة طورها بالتعاون مع علم الأحياء الحسابي، حيث يمكنهم تحديد البروتينات التي تم تعديلها بواسطة جزيء يسمى أكسيد النيتريك، والذي يمكن أن يسبب أمراضًا مختلفة بتركيزات عالية. "أظهر بحثنا أن هناك طفرتين محددتين: الأولى تسبب مرض التوحد والثانية تسبب مرض الزهايمر وكلاهما يؤدي جزئيا إلى تغيرات بيوكيميائية مماثلة"، توضح الدكتورة أمل. وتؤدي هذه الطفرات إلى تغيرات جزيئية تتجلى في زيادة مستويات أكسيد النيتريك، وهو الجزيء الذي يسبب تعديل البروتينات المختلفة مما يؤثر على وظيفتها. وتقدر الدكتورة أمل أن بعض هذه التعديلات يمكن أن تؤثر على وظيفة الخلية العصبية، مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض. وأضافت الدكتورة أمل: "سنقوم بإجراء دراسات مستقبلية للتحقق من هذه الفرضية سلوكياً وبيولوجياً".

ومن أهم المسارات المشتركة بين الطفرتين هو المسار الحركي والذي يعتبر من أهم مسارات نقل الإشارات في الاضطرابات العصبية. كما أظهرت الدراسة تغيرات جزيئية إضافية تتأثر بأكسيد النيتريك وهي شائعة في كلا النموذجين مثل العمليات العصبية والعمليات المتعلقة بالهيكل العظمي للخلية. وأكدت الدكتورة أمل أنه بما أن التوحد عبارة عن مجموعة من الاضطرابات والزهايمر مرض ناجم عن أسباب وراثية وبيئية مختلفة، فإن التركيز في هذه الدراسة ينصب على الطفرتين المحددتين اللتين تسببان الاضطرابين المختلفين. بالإضافة إلى ذلك، أكد وأوضح أن العمل الحالي لم يبحث بأي شكل من الأشكال فيما إذا كان التوحد عامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر.

وتختتم الدكتورة أمل قائلة: "إن فهم الآلية الجزيئية في الاضطرابات العصبية والتقاطع بين مرض التوحد ومرض الزهايمر يمكن أن يساعد في تطوير علاجات فعالة جديدة لكلا المرضين العصبيين".

 

للحصول على المقال كاملا

المزيد عن الموضوع على موقع العلوم"