اكتشف باحثون من جامعة تل أبيب عملية يتمكن فيها الفيروس "الجيد" من تدمير الحمض النووي للبكتيريا "السيئة" بشكل انتقائي، وبالتالي وقف تكاثر البكتيريا. وقد يساعد هذا الاكتشاف في تطوير علاجات ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي تسبب الأمراض المعدية
الحرب ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية: كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة تل أبيب لأول مرة عن آلية تنجح بها الفيروسات "الجيدة" في مهاجمة أنظمة البكتيريا "السيئة" والقضاء عليها وإيقاف ثقافتها. وأظهر الباحثون أن الفيروس "الجيد" (العاثية). ينجح في إتلاف آلية تكرار الحمض النووي البكتيري دون الإضرار بآلية النسخ الخاصة به. إن التمييز بين الذات والغريب مهم للغاية بطبيعته. ووفقا للباحثين، يكشف الاكتشاف عن طبقة رائعة أخرى في العلاقة المتبادلة بين الفيروسات والبكتيريا ويمكن استخدامها لفهم آليات التهرب من الفيروسات واستخدام الفيروسات ضد البكتيريا.
تحدي مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
وقد نشرت الدراسة مؤخرا في المجلة المرموقة للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم - PNASتم إجراؤه تحت قيادة البروفيسور أودي كيمرون، والدكتور دور سالومون، والدكتور تريديف ماهاتا، وشاهار مولشانسكي مور من كلية الطب في ساكلر. كما شارك في الدراسة البروفيسور تال بوبكو رئيس كلية شيمونيس للأبحاث الطبية الحيوية وأبحاث السرطان والمركز الجديد لعلوم المعلومات والدكتور أورين أبرام من كلية جورج وايز لعلوم الحياة والدكتور عيدو يوسف. موران جورين، د. ميري مينور كوهين، د. بيسفانات جانا، من كلية ساكلر للطب.
ويوضح البروفيسور كيمرون أن مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية هي إحدى المشاكل الصعبة التي يواجهها العلماء في الوقت الحاضر. ويكمن أحد حلول المشكلة في تعميق المعرفة حول القمع المستهدف للبكتيريا من قبل "الفيروسات الجيدة"، بحسب قوله، وتحديد آليات سيطرتها على البكتيريا قد ينتج أدوات جديدة لعلاج البكتيريا المسببة للأمراض.
وكجزء من الدراسة، كشف الباحثون، كما ذكرنا لأول مرة، عن آلية سيطرة العاثيات على البكتيريا. ووفقا للباحثين، يستخدم بروتين الفيروس بروتينا لإصلاح الحمض النووي للبكتيريا، وبالتالي يقطع "بشكل خبيث" الحمض النووي للبكتيريا أثناء إصلاحه. وبما أن الحمض النووي للعاثية لا يحتاج إلى بروتين الإصلاح هذا، فهو نفسه محمي من القطع.
وبهذه الطريقة، تتمكن العاثيات "الجيدة" من التمييز بين الحمض النووي الخاص بها وحمض البكتيريا، وتدمير المادة الوراثية للبكتيريا، ووقف نموها وانقسامها.
يضيف البروفيسور كيمرون: "تستفيد العاثيات من حقيقة أن الحمض النووي البكتيري يحتاج إلى إصلاح معين بينما هو نفسه لا يحتاج إلى مثل هذا الإصلاح. وبذلك يقضي على البكتيريا دون أن يؤذي نفسه. إن التمييز بين الذات والغريب مهم للغاية في الطبيعة، وفي التطبيقات البيولوجية المختلفة. على سبيل المثال، تقوم جميع آليات المضادات الحيوية بالكشف عن البكتيريا وتحييدها فقط، مع الحد الأدنى من الضرر للخلايا البشرية. وبنفس الطريقة، يهدف جهاز المناعة لدينا إلى إحداث أقصى قدر من الضرر للعوامل الخارجية، مع الحد الأدنى من الأذى الذاتي.
واكتشف الباحثون العملية من خلال البحث وتحديد أنواع البكتيريا التي لا تتأثر بآلية العمل الفيروسية هذه، أي أن البكتيريا التي يهاجمونها طورت "مناعة" أو "مقاومة" ضد آلية العمل الفيروسية. "لقد اكتشفنا أن هذه المتغيرات البكتيرية توقفت ببساطة عن إصلاح الحمض النووي الخاص بها بطريقة حساسة للضرر، وبالتالي الهروب من آلية التدمير. تسلط النتائج مزيدًا من الضوء على الطرق التي تهاجم بها الفيروسات البكتيرية البكتيرياوقد يكون بمثابة أداة أخرى في الحرب التي لا نهاية لها ضد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية" - يلخص البروفيسور كيمرون.
المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:
- طور الباحثون تقنية تسمح بـ "إعادة برمجة" البكتيريا
- طور باحثون في جامعة تل أبيب تقنية وراثية مبتكرة يمكنها أن تصل إلى دقة 100% في تحديد جنس الجنين
- كيف تميز البكتيريا "بين العدو والحبيب"؟
- ما هي العلاقة بين البكتيريا والشبكات العصبية؟
- كيف يمكن للتفاعلات بين البكتيريا التنبؤ بالتغيرات التطورية في الميكروبيوم؟
תגובה אחת
تحقق من أفكاره حول علم الأحياء
https://geniuses.club/genius/ernst-heinrich-philipp-august-haeckel