الأطفال الفضوليون: نحاول الاتصال بالأجانب - لكن هل يريدون الاتصال بنا؟

"لقد حاول البشر الاتصال بالأجانب لسنوات عديدة، ولكن هل يريد الأجانب الاتصال بنا؟" يسأل شول ساي، ثماني سنوات، لندن، المملكة المتحدة

بقلم جاكو فان لون، عالم الفيزياء الفلكية ومدير مرصد كيل بجامعة كيل. ترجمة: آفي بيليزوفسكي

هذا سؤال عظيم – والحقيقة هي أننا لا نعرف الإجابة.

لم نعثر على كائنات فضائية بعد، لذلك لم نتمكن من سؤالهم والحصول على إجابة. عندما نحاول الإجابة على السؤال "هل يريدون الاتصال بنا"، علينا أن نضع أنفسنا مكانهم - هذا بالطبع، إذا كانت لديهم أرجل.

يفترض السؤال وجود كائنات فضائية. ومرة أخرى، بما أننا لم نعثر على أي منها حتى الآن، فإننا لا نعرف ما إذا كانوا قد فعلوا ذلك أم لا. من الممكن أن يكونوا موجودين، لسبب واحد بسيط: نحن موجودون. ومهما كان سبب تطور البكتيريا إلى أجسام معقدة ذات أدمغة ذكية على الأرض، فمن الممكن أن تحدث هذه العملية على كوكب آخر أيضًا.

ويبدو أن هذا التغيير قد حدث على الأرض فجأة منذ حوالي 700 مليون سنة. في ذلك الوقت، كان عمر الأرض حوالي 4 مليارات سنة، وكانت مأهولة بأشكال حياة بسيطة مثل البكتيريا في معظم ذلك الوقت. لماذا لم يحدث هذا عاجلا؟ وما الذي جعل ذلك يحدث؟ وإلى أن نجد إجابات لهذه الأسئلة، لا يمكننا أن نعرف ما هي احتمالات حدوث ذلك في أماكن أخرى أيضًا.

إذا كان هناك كائنات فضائية، فقد يرغبون في الاتصال بنا لنفس الأسباب التي تجعلنا نرغب في الاتصال بهم.

أحد الأسباب التي تجعل العلماء على الأرض يبحثون عن الكائنات الفضائية هو أننا فضوليون. نريد أن نعرف ما إذا كانوا موجودين، وكيف يبدون وكيف قد تبدو علاقتنا بهم. الفضول هو قوة قوية، تقودنا إلى النظر إلى ما وراء الأفق وتجربة أشياء جديدة. هذه هي الطريقة التي طورنا بها العلوم والتكنولوجيا، وبفضلهما يمكننا إجراء مكالمات فيديو مع الأصدقاء على الجانب الآخر من العالم ويمكننا الطيران إلى الفضاء. قد يكون الأجانب فضوليين بشأننا أيضًا.

ولكن هناك أسباب أخرى وراء رغبتنا في الاتصال بالآخرين. في بعض الأحيان كنا بحاجة إلى المساعدة من الآخرين، أو الصداقة. ربما حتى الأجانب سيطلبون المساعدة أو الصداقة معنا.

قد يكونون مهتمين أيضًا بكوكبنا. تتمتع الأرض بظروف مثالية للحياة. قد يحتاج الفضائيون إلى موطن آخر إذا اضطروا لسبب ما - مثل تغير المناخ أو الحرب النووية أو تأثير كويكب قوي - إلى مغادرة كوكبهم.

ومن الممكن أيضًا أنهم لن يبحثوا عن الصداقة. هناك العديد من الأمثلة من تاريخنا عندما جاب البشر الأرض وقاموا بمعاملة الناس الذين عاشوا هناك بوحشية أو قتل أو استعباد. قد يخشى الأجانب الذين يستقرون على الأرض من تدخلنا. هناك سبب آخر - البشر حيوانات مفترسة تأكل أشكال الحياة الأخرى. قد يجدنا الأجانب أيضًا مغذيين أو لذيذين.

هذه كلها أسباب محتملة وراء رغبة الأجانب في الاتصال بنا. ولكن ماذا لو لم يكن كذلك؟ إلى أي مدى قد يجدنا الفضائيون مملين، أو يصعب فهمنا، أو بدائيين للغاية بحيث لا نستحق اهتمامهم، أو من المحتمل أن نكون مرضى؟ تستغرق المحادثات عبر الفضاء سنوات عديدة وتستمر لفترة أطول. قد لا يكون بعض الفضائيين مهتمين بالحياة خارج عالمهم الخاص.

ومن ناحية أخرى، قد تكون الحياة مثل حياتنا شائعة جدًا في الواقع. مع وجود العديد من العوالم والثقافات للاختيار من بينها، ربما لم نلفت انتباههم بعد. إذا كان الأمر كذلك، فقد نتمكن قريبًا من اكتشاف كائنات فضائية على كواكب تدور حول نجوم قريبة.

إلى المقال على موقع المحادثة

المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:

• من هو أجنبي؟
• لقد اكتشفنا في العشرين عامًا الماضية الكثير من الكواكب، فلماذا لم نجد كائنات فضائية؟
• لمن تعود هذه المساحة؟