تغطية شاملة

سوف تكشف عينات من المذنب معلومات حول النظام الشمسي

أسقطت غرفة مركبة فضائية تحتوي على عينات غبار من المذنب "وايلد-2" ظهر أمس بتوقيت إسرائيل في موقع هبوط معزول في صحراء يوتا، وسط تصفيق وهتاف العلماء والباحثين الفخورين. ووفقا للعلماء، يوجد في الحاوية ما لا يقل عن مليون عينة من المذنب والغبار بين النجوم.

وكان الهبوط هو أبرز ما في رحلة المركبة الفضائية ستاردست التابعة لناسا والتي استمرت سبع سنوات، والتي مرت بجوار المذنب عام 2004، وجمعت جزيئات الغبار وجمعتها في غرفة هبطت بالمظلة إلى الأرض. وقال كارلتون ألين من مركز جونسون الفضائي التابع لناسا: "هذه نهاية رائعة للعملية". وبما أن المذنبات عبارة عن أجسام جليدية مكونة من الجليد والغبار ويبلغ عمرها حوالي 4.6 مليار سنة (وقت تكوين النظام الشمسي)، فإن الباحثين يأملون أن يوفر الغبار معلومات أولية عن أصل نظامنا الكوكبي. وتحتوي حبيبات الغبار على العديد من الجزيئات العضوية الضرورية للحياة، وتعتبر بعض الجزيئات أكثر "نضجا" من الشمس نفسها.

توجه فريق مروحية إنقاذ إلى موقع الهبوط لالتقاط الكابينة ونقلها إلى قاعدة قريبة. ومن هناك، سيتم نقل الخلية إلى مركز جونسون الفضائي في بوسطن، حيث سيفتح العلماء الحاوية التي تحتوي على الغبار الكوني. بعد فصلها عن مادة التغليف التي تتكون من 99.8% هواء، سيتم فحص جزيئات الغبار وفحصها تحت المجهر.

تم إطلاق "ستاردست" عام 1999، وقطع منذ ذلك الحين مسافة حوالي 4.6 مليار كيلومتر. وفي عام 2004، مرت المركبة الفضائية بهالة الغاز والغبار المحيطة بالمذنب، وتمكنت من جمع العينات التي كانت معبأة وتنتظر إعادتها بالمظلة إلى الأرض. ولأغراض التجميع، قامت المركبة الفضائية بتنشيط "قفاز" بحجم مضرب التنس، والذي ينقل الجزيئات إلى حاوية من الألومنيوم.

وفي طريقها، جمعت المركبة الفضائية أيضًا الغبار الكوني - وهي جزيئات صغيرة تطفو في النظام الشمسي - والتي، وفقًا للفرضية، تنشأ من النجوم التي انفجرت و"ماتت". بالإضافة إلى ذلك، بثت المركبة الفضائية 72 صورة بالأبيض والأسود تظهر سطح المذنب "وايلد-2" الذي يبعد عن الأرض نحو 805 ملايين كيلومتر.

سوف يُبقي الغبار الكوني الباحثين مشغولين لسنوات. وتتمثل خطتهم في تقطيع العينات، ومعظمها أرق من شعرة الإنسان، وفحص القطع الصغيرة تحت المجهر للتعرف على تركيبها الكيميائي والعملية التي شكلت الكون.

ودخل المسبار الفضائي الغلاف الجوي للأرض بسرعة قياسية بلغت 46,440 كيلومترا مربعا. فتحت المظلة الأولى للمقصورة على ارتفاع حوالي 3 كيلومترات، وبعد ذلك مباشرة فتحت مظلة أخرى أكبر حجما، والتي أبحرت وهبطت برفق بالمقصورة. وقدرت تكلفة المهمة بـ 168.4 مليون دولار (بدون مركبة الإطلاق)، منها 128.4 مليون دولار لتطوير المركبة الفضائية و40 مليون دولار لتشغيل وتنفيذ المهمة.

ويتناقض نجاح "ستاردست" مع فشل مهمة "جينيسيس" التي أرسلت الغبار الناتج عن العواصف الشمسية إلى الأرض. في عام 2004، تحطمت طائرة جينيسيس عند الهبوط، وانفجر خزان التجميع الخاص بها، وتلوثت ذرات الطاقة الشمسية بداخلها.
https://www.hayadan.org.il/BuildaGate4/general2/data_card.php?Cat=~~~377483686~~~18&SiteName=hayadan

ترك الرد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها *

يستخدم هذا الموقع Akismat لمنع الرسائل غير المرغوب فيها. انقر هنا لمعرفة كيفية معالجة بيانات الرد الخاصة بك.