تم استبعاد العلاقة بين لقاح الأنفلونزا أثناء الحمل والتوحد لدى النسل

إن لقاح الأنفلونزا أثناء الحمل يحمي الأطفال والنساء من المرض، ولكن هل له أيضًا مخاطر طويلة المدى؟ دراسة متابعة استمرت عقدًا من الزمن تدحض ذلك

المصدر: معهد كارولينسكا للطب. ترجمة: زيف أداكي. والشكر موصول أيضًا لعوفر بن هورين.

فشلت دراستان حديثتان في استبعاد وجود صلة بين لقاح أنفلونزا الخنازير "بانديمريكس" (H1N1) ولقاح الأنفلونزا الموسمية المعطى للنساء الحوامل، وظهور متلازمات على طيف التوحد في نسلهن. والآن، نُشرت في المجلة دراسة كبيرة أجراها باحثون في معهد كارولينسكا بالسويد حوليات الطب الباطنيوينفي أي صلة من هذا القبيل.

متلازمات طيف التوحد هي اضطرابات نمو عصبية حادة، تتميز بضعف التواصل، ونقص المهارات الاجتماعية والسلوك التفاعلي. يبدأ المرض في مرحلة الطفولة.

في حين تظهر بعض الدراسات أن لقاح الأنفلونزا أثناء الحمل يحمي الأطفال والنساء من المرض، إلا أن المخاطر طويلة المدى للتطعيم ضد أنفلونزا الخنازير لم يتم فحصها بدقة. ومع ذلك، فشلت دراستان حديثتان في استبعاد العلاقة بين تطعيم النساء ضد الأنفلونزا الموسمية أو أنفلونزا الخنازير أثناء الحمل وارتفاع خطر إصابة أبنائهن بالتوحد، وخاصة النساء اللاتي تم تطعيمهن في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

البروفيسور يونس لودفيجسون، طبيب أطفال في مستشفى جامعة أربرو وأستاذ في قسم علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي في معهد كارولينسكا. الائتمان: جوستاف مارتنسون

قام باحثون من معهد كارولينسكا، بدمج المعلومات حول تطعيمات النساء الحوامل من سبعة أنظمة صحية إقليمية في السويد في الفترة 2009-2010 مع بيانات من السجل الطبي للولادات في السويد وسجل المرضى الوطني السويدي لتحديد متلازمات طيف التوحد بين الأبناء .

أهمية أبحاث اللقاحات

من بين 39,726 طفلاً تعرضوا للقاح، 394 (معدل الإصابة تراكمي تم تشخيص إصابة 1.0٪ باضطرابات طيف التوحد في السنوات الست من المتابعة، مقارنة بـ 330 (1.1٪) من أصل 29,293 طفلاً لم يتعرضوا للقاح. في ظل التحيزات المحتملة، تظهر البيانات أن التعرض للقاح أنفلونزا الخنازير أثناء حياة الجنين لا يرتبط بزيادة تشخيص مرض التوحد في وقت لاحق من مرحلة الطفولة (نسبة الخطر المعدلة هي 0.95، فاصل الثقة 95% هو 0.81-1.1 ). وكانت النتائج مماثلة بالنسبة للقاحات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

"النتائج التي توصلنا إليها مهمة لأن الناس يشتبهون في أن اللقاحات يمكن أن تسبب مرض التوحد، ويبدو أن الحركة المناهضة للقاحات تنمو في العالم الغربي،" يقول المؤلف الرئيسي للمقال البروفيسور جوناس ف. لودفيجسون، طبيب الأطفال في جامعة أوريبرو. مستشفى وأستاذ في قسم علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي في معهد كارولينسكا. "لقد ارتبط لقاح أنفلونزا الخنازير في السابق بزيادة خطر التشريح لدى الشباب، ولكن لا يبدو أن تطعيم النساء الحوامل له تأثير على خطر الإصابة بالتوحد لدى النسل".

ويواصل: "لم تكن أبحاث اللقاحات بهذه الأهمية من قبل، ونحن ننتظر لقاح كورونا، الذي سيتم تقديمه بالتأكيد لملايين النساء الحوامل. ورغم أن مجموعتنا البحثية لم تتناول تأثير اللقاح ضد كورونا، إلا أن الدراسة تضيف إلى المعرفة الموجودة حول اللقاحات ومراضة الحمل والنسل بشكل عام".

العلاقة بالعوامل الأخرى

وقام الباحثون بفحص تحليلاتهم في ضوء عوامل الخطر الأخرى، مثل تدخين الأم والطول والوزن وعمر الأم والمراضة المصاحبة من أجل تقليل تأثير هذه العوامل، وهو ما قد يفسر الارتباط بين التطعيم والتوحد.

ويضيف البروفيسور بيورن باسترناك، المؤلف المشارك للمقالة، من قسم الطب في معهد كارولينسكا (سولنا): "إذا لم يتم أخذ هذه المتغيرات في الاعتبار، فقد يتم إنشاء روابط غير صحيحة، لا تعكس العلاقة الفعلية". .

 

للمادة العلمية

المزيد عن الموضوع على موقع العلوم:

• كشفت الأبحاث عما يحدث في أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد عندما ينامون
• دراسة: الولادة القيصرية تحت التخدير العام تزيد من خطر الإصابة بالتوحد
• التوحد واللقاحات: لا يزال أكثر من نصف البريطانيين والفرنسيين والإيطاليين يعتقدون أنه قد يكون هناك رابط
• يبدأ التوحد بالفعل بعد الولادة * علاقة بين الولادات المبكرة والولادات المتأخرة وانخفاض الوزن عند الولادة والتوحد في سن أكبر